رغم التطمينات التي ترد من هنا وهناك في كثير من الأحيان، إلّا أن قسماً هاماً من هذه التطمينات تبدد، وكان قد نقلها مسؤولون دوليون إلى السلطات اللبنانية بشأن المحافظة على استقرار لبنان رغم الصخب العسكري في المنطقة. فخطاب السيد حسن نصرالله الأخير بما تضمنه من مواقف عالية السقف بالنسبة لتصنيع الصواريخ وضرب المصالح السعودية والإماراتية والأميركية في لبنان والمنطقة أثارت إمتعاضاً كبيراً لدى أصدقاء لبنان.
وقد عبّر أمس سفراء وملحقون عسكريون معتمدون في لبنان عن قلقهم من هذا الكلام الذي لا يتوافق مع الوعود التي قطعها رئيسا الجمهورية والحكومة، بشأن التزام الدولة اللبنانية القرارات الدولية ونأيها عن أي تدخّل في أي حرب تندلع في المنطقة. وأضافوا أن هذه الإزدواجية تضعف الموقف اللبناني في هذا الظرف الدقيق وتعرّض أمنه للخطر.
وأعرب هؤلاء السفراء عن أسفهم لعدم صدور بيان واضح ورسمي عن الحكومة اللبنانية رداً على تهديدات نصرالله، حيث تؤكد الحكومة علناً ما المواقف الجيدة التي يردّدها المسؤولون اللبنانيون في الإجتماعات المغلقة مع السفراء والمبعوثين الأجانب. ويعتبر هؤلاء السفراء أن المجتمع الدولي، ولاسيما الدول الأعضاء في مجلس الأمن، يحتاج إلى موقف علني رسمي لبناني لمواجهة إسرائيل في حال إعتدائها على لبنان، إذ يستطيع مجلس الأمن حينئذ أن يبلغ إسرائيل بوجود تمايز رسمي بين الدولة اللبنانية و«حزب الله»، ويدعوها إلى تحييد لبنان.
وأبلغ أحد السفراء الأوروبيين «الجمهوريّة» أن زملاءه يتشاورون في مدى فائدة الإتصال مجدداً بالمرجعيات اللبنانية للتشاور في المستجدات الأخيرة، خصوصاً وأن الأجواء في المنطقة غير مضبوطة بين إيران وأميركا. ويخشى هؤلاء من أن يؤدي التصعيد المتمادي أمنياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً إلى تطورات غير حميدة، رغم أن إيران وأميركا لا تزالان تعلنان عن عدم رغبتهما في القتال.