اعتبر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في خطة عيد الفطر ان “وطننا تحمل الكثير فلا يجوز أن ترتجل فيه المواقف ولا أن تستبد به الطوائف ولا المذاهب، فإن حقوق المسيحيين في لبنان كما حقوق المسلمين يحددها الدستور الذي توافق عليه اللبنانيون في وثيقة الطائف ولا يتحقق ذلك إلا بلغة الحوار والتفاهم دون تحد لأحد ودون استبداد ودون إساءة، الدستور وحده والطائف وحده هو الذي يحدد لكل طائفة حجمها ووزنها ومساحتها ودورها ويحفظ العدالة في الوطن والمساواة بين جميع اللبنانيين”.
وحذر من “لغة التعصب والتطرف الطائفي والمذهبي ومن لغة الشارع لأننا أمة تحمل قيم الرقي والعمل المدني ونرفض أشكال التعالي والتهديد والتخوين، فالمطلوب من الجميع ابتداء من رأس الهرم أن يحافظوا على الدستور وعدم تعطيله أو تفريغه من موازين التفاهم ومن منظومة العدالة بين الجميع، وهنا لا بد من التحذير بأن المواقف التي يمارسها بعض رجالات السياسة في لبنان نعتبرها غريبة على ادبياتنا وقيمنا واخلاقنا ولا تخدم الوحدة الوطنية ولا الأمن ولا الاستقرار وتطيح بالعدالة في لبنان، فالمطلوب من الجميع أن يعودوا إلى رشدهم والى سداد الرأي وإلى التوقف عن لغة الشارع والخطاب الشعبوي وهنا لا بد لي من أن أقدم التهاني للبنانيين بإنجاز مشروع الموازنة الذي استلزم جهدا كبيرا وسهرا طويلا والذي يدل في حقيقة الأمر على أن المشكلة مهما طالت لا بد لها من حلول تقوم على التفاهم والهدوء والاستيعاب والعودة إلى الدستور”.
واوضح ان “المشكلة مهما كانت معقدة لها حلول ولا بد من تحية إلى دولة الرئيس الصابر سعد الحريري الذي استوعب الجميع رغم التناقضات والتحديات ثم لا بد من تحية أكبر إلى أصحاب الدولة النبلاء رؤساء الحكومات في لبنان على اجتماع الأمس وعلى بيانهم الوطني الذي أكدوا فيه حرصهم على الانتظام العام وعلى الاحتكام الى الدستور وليس إلى قوة السلاح ولا إلى قوة السياسة ولا قوة العضلات ولا إلى التشنج انه يحمل بحق بيان الحكماء حكماء لبنان بامتياز لأنه في كلمة واحدة بيان وطني وليس طائفيا ولا مذهبيا ولأنه البيان الذي يتمسك بالوحدة الوطنية ودستور لبنان الذي هو وثيقة الطائف ولا بد من مواقف من كل رجالات السياسة لردع الفتنة والتوتر”.