كتب فرزاد قاسمي في الجريدة “الكويتية”:
أكد مصدر رفيع المستوى في «الحرس الثوري» الإيراني صحة الحديث الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حول عدم وجود مصانع صواريخ دقيقة حالياً في لبنان، مستدركاً: «لكن هذا لا يعني عدم وجود مصانع للصواريخ، بل إن الحزب أوقف صناعة الدقيقة منها منذ مدة؛ لانكشاف أمرها، وتعرضه مع الحكومة لضغوط قوية من الأميركيين، والتخوف من كشفها من جانب جواسيس إسرائيل».
وكانت «الجريدة» حققت انفراداً على مستوى دولي عندما كشفت عن وجود مصانع أسلحة إيرانية في لبنان عام 2017.
وذكر المصدر، لـ «الجريدة»، أن «نصرالله لا يكذب؛ لأن حزب الله نقل هذه المصانع إلى مناطق في شمال شرق سوريا كي تكون بعيدة عن الاستهداف الإسرائيلي، على أن يتم تصنيع القطع الإلكترونية والرؤوس اللازمة للصواريخ الدقيقة في سوريا، وأجسام الصواريخ في لبنان، ويحتاج الحزب فقط إلى تركيب تلك القطع على هذه الأجسام كي تصبح الصواريخ دقيقة».
وكشف أن «القطع التي تحتاج إليها الصواريخ كي تتحول من عادية إلى دقيقة تُصنع، إضافة إلى سورية، في إيران وكوريا الشمالية والصين وروسيا»، مضيفاً أن «حزب الله، وبسبب الحملات الإسرائيلية على شحنات السلاح الإيرانية له، استطاع خلال السنوات الأخيرة تهريب مصانع للأسلحة من بلغاريا وأوكرانيا على هيئة قطع، ثم ركبها بنجاح في لبنان وسورية، ولم يعد بحاجة لاستيراد أنواع كثيرة من الأسلحة التي يحتاج إليها للقتال من إيران».
وبحسب المصدر، فإن العقوبات الأميركية والتخوف من إمكانية شن واشنطن حرباً ضد طهران أديا إلى تطبيق استراتيجية تقضي بأن يكون حلفاء إيران مستقلين نسبياً عنها في حيازة الأسلحة التي يحتاجون إليها.
وقال إن أحد أسباب إقفال هذه المصانع، أن الأمين العام لحزب الله كان يريد أن يعطي مصداقية لحلفائه في الحكومة الذين أنكروا وجود مثل هذه المصانع، ووضعوا مصداقيتهم على المحك أمام الأميركيين والأوروبيين.
وزعم المصدر أن حزب الله بات يملك أكثر من 250 ألف صاروخ عادي ودقيق ومسير (قصير ومتوسط وطويل المدى) تستطيع أن تصل إلى أي نقطة في إسرائيل، واصفاً الصواريخ المسيرة بأنها تشبة الطائرات المسيرة من حيث التكنولوجيا، ولكنها معدة لتحمل رؤوساً متفجرة بين خمسين وخمسمئة كيلوغرام، وهدفها استهداف البنى التحتية في النقاط الحساسة بشكل دقيق جداً.
وكشف أن «حزب الله» لديه نفس تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي استخدمها الحوثيون في هجومهم على خط أنابيب شرق ــــ غرب النفطي، الذي يصل المنطقة الشرقية بميناء ينبع، زاعماً أن هذه «الطائرات تم تسييرها لمسافة تصل إلى 850 كيلومتراً دون أن تستطيع أجهزة الرادار الأميركية المتطورة كشفها؛ لأنها مصنعة من مواد لا يتم رصدها».