هل سيراجع مواقفه؟
بيروت – لا تزال العملية الإرهابية التي جدت بداية الأسبوع في مدينة طرابس شمال لبنان وأدت إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوى الأمن، تلقي بظلالها على المشهد اللبناني.
وقتل الاثنين 4 عناصر من قوات الأمن بينهم ضابط، في اشتباكات مع مسلح (له سوابق) بطرابلس، وجرح 4 آخرون، بينهم حارس أمن بشركة خاصة، فيما فجر المسلح نفسه بعد محاصرته بأحد المباني.
وتأتي عملية طرابلس التي ما زالت التحقيقات جارية بخصوصها في وقت تشهد الساحة السياسية توترا متصاعدا وسط شعور متنام لدى الطائفة السنية بوجود أجندة لتقويض صلاحيتها داخل النظام السياسي، وضرب حقوقها.
وشكلت تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل الذي يتزعم التيار الوطني الحر أحد الأسباب في تزايد قلق أهل السنة، حينما اتهم “السنية السياسية بأنها جاءت على جثة المارونية السياسية” في إشارة إلى اتفاق الطائف الذي وقع في العام 1989 لينهي عقودا من حرب أهلية دامية.
محمد الحجار: المطلوب حاليا هو تعديل خطاب التيار الوطني الحر
وتأمل الأوساط السياسية في أن تدفع التطورات الأليمة التي جدت في طرابلس القوى السياسية إلى التحصن بالتسوية خاصة وأن ما حدث في عاصمة الشمال يكشف واقع أن لبنان ما زال مهددا من قبل التنظيمات المتطرفة.
وتلفت هذه الأوساط في الآن ذاته إلى أنها تتشكك في إمكانية أن يعيد باسيل النظر في خطابه وسياساته المحكومة باسترجاع “حقوق المسيحيين” المزعومة، فهذا الأسلوب هو الذي يراهن عليه صهر الرئيس ميشال عون لشد العصب المسيحي إليه ولإضعاف القوى المقابلة تمهيدا للوصول إلى كرسي بعبدا.
وكادت مواقف وتصريحات باسيل ومساعيه لاحتكار ملف التعيينات تطيح بالتسوية السياسية التي تم التوصل إليها في العام 2017. وتقول الدوائر بأن استمرار نهج باسيل يبقي التسوية في دائرة الخطر.
وصرح النائب عن تيار المستقبل محمد الحجار الخميس بأن هناك استهدافا دائما لتيار المستقبل، وهذا ما أدى إلى زعزعة التسوية وأوصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم”.
وأكد أن المطلوب هو تعديل خطاب التيار الحر، معتبرا أن الخطاب الذي اتبعه بعض قياديي الأخير أوصلهم إلى هذا الوضع وتطلب منهم الرد.