قدّم وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، في زيارة لبلدة حوش تل صفية في قضاء بعلبك، التعازي لعائلة العريف في قوى الأمن الداخلي الشهيد يوسف علي فرج، الذي استشهد في العملية الإرهابية في طرابلس عشية عيد الفطر، في حضور النواب حسين الحاج حسن وعلي المقداد وإبراهيم الموسوي، وفاعليات المنطقة.
وقال صعب: “واجباتنا أن نزور عائلة الشهيد البطل يوسف الذي استشهد في ساحة الشرف، وأنقذ حياة العشرات من الأشخاص، في هذه الحرب ضد التكفيريين، وكما قلت في السابق المسلمين منهم براء، لأن الإسلام دين المحبة والسلام، والإرهابي لا دين له ولا لون له”.
وأضاف: “الشهيد يوسف هو شهيد الوطن، وهذه مسؤولية علينا لنكمل بالقضية إلى الآخر حتى تظهر الحقيقة، ويعرف كل ما حصل، وكيف حصل، وعلى الأقل لنتعلم حتى لا تعاد الكرة مرة ثانية مع أشخاص آخرين، فالمواجهة مع الإرهاب بدأت من عندكم، من الجرود، وهذه من رواسبها. بعدما خسر الإرهابيون المعركة العسكرية في سوريا نتوقع انتقالهم إلى أعمال جبانة من هذا النوع، والعمل الجبان لا نستطيع مواجهته إلا بتضامن أمني وتحقيق شفاف، وتبيان الحقيقة، وتضامن بين كل الأفرقاء السياسيين”.
وأشار إلى أن رئيس الجمهورية “أعطى توجهاته لكل الأجهزة الأمنية حتى يكون هناك تعاون مشترك مع الجميع، لأن أي خطر من هذا النوع، ليس خطرًا على منطقة، ولا على طائفة، ولا على فريق معين، هذا خطر على كل لبنان، والشهيد يوسف دفع الثمن ليلة العيد رحمه الله، وأنتم قدمتم لهذا الوطن الكثير”.
وأكد أنه “لا يوجد أي منطق في العالم يرضى التبرير لإرهابي من هذا النوع”، وقال: “أنا أطمئنكم بأن هناك أكثر من 20 موقوفًا حاليًا لدى قوى الأمن الداخلي في فرع المعلومات، ولدى مخابرات الجيش، وللأمانة لم يكن القصد بما قيل بأن هذا إرهابي مختل لتبرير عمله، أو للتوصيف بأنه إنسان غير طبيعي، وإنما كان القصد بأن الذي لديه هكذا فكر فهو فكر مريض، وفكر شخص غير موزون بالمعنى المجازي للكلمة، وأنا منذ اليوم الأول تحدثت بوضوح بأننا لن نرضى إلا بالذهاب بالحقيقة إلى الآخر لجلائها، واليوم يوجد تضامن بين القوى الأمنية وبين كل الأجهزة، والتوجه هو إظهار الحقيقة أمام الجميع، حتى نعرف من الذي خطط، ومن الذي ساعد، ومن الذي دفع، ومن الذي اشترى السلاح، ومن سلم السلاح، ومخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي يحققون بشكل جدي وأنا أطمئنكم منذ الآن بأن دم الشهيد ودماء الشهداء لن تذهب هدرًا، ولن يحاول أحد طمس أي حقيقة”.
وختم: “توجهات فخامة الرئيس العماد ميشال عون واضحة، وقد عقد اجتماعًا أمنيًا وأعطانا التوجيهات بالتعاون بين الجميع حتى نصل إلى الخواتيم، ورحم الله شهداءنا”.
بدوره، قال النائب الحاج حسن: “أهلًا وسهلًا بمعالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس بو صعب، باسم عائلة الشهيد، وباسم أهل حوش تل صفية وأهل البقاع عموما، وباسم “حزب الله” وحركه “أمل” وتكتل نواب بعلبك الهرمل وباسم كل الفاعليات، نرحب بك في هذه الزيارة الأخوية والحميمة لتعزي عائلة الشهيد يوسف فرج، الذي استشهد في المواجهة الوطنية مع الإرهاب”.
وأضاف: “نحن في هذه المنطقة لنا تاريخ، أنت مساهم به، فأنت من عائلة مقاومة وتاريخك تاريخ مقاوم، والجيش اللبناني والقوى الأمنية والمقاومة في معادلة الجيش والشعب والمقاومة حققوا إنجازات كبيرة ضد العدو الصهيوني، وضد العدو التكفيري الذي كانت المواجهة معه على جبال السلسلة الشرقية، والتي انتصر فيها لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته”.
وتابع: “نحن نعوّل على التضامن الوطني، وعلى قيادة الرئيس العماد ميشال عون للدولة اللبنانية، وعلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وعلى المقاومة، وعلى التلاحم في هذه المعادلة الذهبية التي حمت لبنان وستحميه على الدوام إن شاء الله”.
وختم: “نحيّي الشهداء الأربعة الذين استشهدوا، وكل الشهداء، ونقول لوالد ووالدة وعائلة الشهيد، لن يستطيع أحد أن يهزمنا، شهداؤنا عظماؤنا وكل أمجادنا، هؤلاء الشهداء هم الذين صنعوا التاريخ والحاضر والمستقبل، وسنكمل الطريق بعزيمة وإرادة وقوة”.