يتوالى الاشتباك الاميركي- الايراني فصولا، وتوحي “أفعال” واشنطن و”ردود فعل” طهران عليها، بأن الازمة ذاهبة الى تصعيد اضافي وأن لا أفق لمفاوضات بين الطرفين، أقلّه في المدى المنظور، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
فقد اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم، أن العقوبات الأميركية الجديدة على مجموعة كبرى للبتروكيمائيات تثبت “زيف” موقف الولايات المتحدة التي أبدت استعدادا للتفاوض مع طهران. وقال عباس موسوي، في بيان صدر غداة إعلان واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على “شركة الخليج الفارسي للبتروكيماويات”، إن “أسبوعا واحدا فقط كان كافيا لإثبات زيف مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتفاوض مع إيران”. وتابع “العقوبات الأميركية الجديدة تجعل الحديث عن استئناف المحادثات فارغا”.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الهدف من فرض المزيد من العقوبات، هو منع إيران من زعزعة استقرار المنطقة. وقال: “سنحرم النظام في إيران من الأموال التي يستخدمها لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، (..) الضغط سيتواصل على النظام الإيراني”.
أما مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، فقال إن يجب إنهاء ما سماه 40 عاما من “حكم” الإرهاب، في إشارة إلى إعلان قيام الجمهورية الإسلامية إيران في عام 1979، وأضاف في تغريدة له على “تويتر” أن الرئيس الأميركي منح إيران الفرصة لتحسين مستقبلها. وأضاف بولتون في تعليقه على قرار وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات إضافية على قطاع البتروكيمائيات، إن “إنفاق إيران أموالها على دعم الإرهاب سيزيد من سوء وضعها الاقتصادي”.
وبحسب المصادر، فإن التدبير الاميركي مؤلم كثيرا لايران، خاصة وأن قطاع البتروكيمائيات يشكّل ثاني قطاع بعد النفط من حيث الإيرادات للجمهورية الاسلامية، وهو لم يكن مشمولا في العقوبات الأميركية من قبل، اذ كانت مقتصرة على صادراتها النفطية. وسيزيد استهداف الادارة الاميركية البتروكيمائيات الايرانية، اليوم، من ضائقة طهران المالية والاقتصادية، الكبيرة اصلا.
ويدل قرار واشنطن الجديد الى انها عازمة على الذهاب قدما في خيار محاربة ايران بـ”السلاح” الاقتصادي، حتى تذعن وتطرق بابها من جديد طالبة التفاوض، وقد بات واضحا وفق المصادر، ان الرئيس الاميركي يراهن على عامل الوقت لـ”إخضاع” ايران، فترضى بالشروط التي يفرضها عليها لفك الطوق عن رقبتها، وأبرزها وقف تطوير الصواريخ البالستية ووقف التدخل عسكريا في الدول العربية وزعزعة الامن فيها عبر دعمها مجموعات فيها كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق. وفي وقت لا تزال ايران تكابر وتؤكد رفضها المطلق لاي حوار مع الاميركيين، تشير المصادر الى ان تقهقهر وضعها المالي الداخلي قد يُضطرّها ولو بعد حين، الى رمي المنديل، خاصة في ظل عجز المجتمع الدولي عن دعمها خوفا من ان تطاله مقصلة العقوبات الاميركية.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية كشفت في بيان، أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن تستهدف قطاع البتروكيمائيات الإيراني، بما في ذلك أضخم مجموعة بتروكيمائيات قابضة في البلاد، وذلك لدعمها المالي للحرس الثوري الإيراني. وأضافت أن الإجراء “يستهدف الحد من تمويل أكبر شركة بتروكيميائيات في إيران وأكثرها ربحا، ويشمل 39 فرعا ووكيلا لها في الخارج”.