Site icon IMLebanon

دقائق في أسبوع الوالدة: “إذا بني الإنتماء على غير أرض صلبة تصدع”

كتب د. حسين سعد في صحيفة “اللواء”:

في مناسبة اختلط فيها الحزن مع الفرح، العيد مع الوداع، اللقاء تلاشى إلى لا لقاء، تغرّد العصفورة في فيء الحنان.. كل شيء يرحل إلى الأبدية.

5 دقائق عن الوالدة:

رأى صديق، فهيم، ومتجرّد صورة الوالدة، وهي تضع قرص الصلاة، على طاولة صغيرة، ووجهها إلى القبلة، انها تصلي.. وبعد الصلاة دعاء أو أدعية.. مَن منكم اختبر محنة أهل البيت فليسألها.. مَن منكم عاش عظمة الخلق الجميل لهؤلاء الأئمة فليسألها.. لم تقرأ كتباً، ولم تقف عند فاصلة هنا أو نقطة من هناك.. عاشت ملحمة الدعوة، وفتنة الانتصار من أجل محمد وآله الاخيار، هي على سننهم، فجمعت بين التشيع والسنن، فاختصرت وحدة الإنتماء واستعادت فتنة الولاء.. هو يقول: هل لمثلها غير الجنة.. والله أعلم..

5 دقائق عن الأرض:

لمِن ينتمي البشر، وبأي خلق يسيرون، إن الإنتماء للأرض يحوّل العقل إلى نعمة.. ويحوّل الجهد إلى حياة..

ويحوّل الحياة إلى عطاء، عطاء الإنتاج، وعطاء التعاون، وعطاء المقاومة، وعطاء العلم، إن الإنتماء إلى الأرض هو المصالحة بين الإنسان وربّه..

على هذه الأرض الميمونة، تكسّرت عاتيات الرياح المعادية، اندحر الانتداب، من هنا، اندحر الاحتلال من هنا، انتصرت إرادة التبغ على إرادة الريع والنهب، وتمكنت المرأة والرجل والابن والبنت من بناء اقتصاد الاكتفاء والغنى..

من أرض الجنوب هذه، انبرى العلم يبحث عن حسن كامل الصباح، ورمال رمال وغيرهما كثيرون.. وارتحل الاغتراب إلى الأرض المحتاجة، يسقيها من دماء الجنوب وجهده وعقله وعرقه.. قبل ان يحصل على مال وفير أو قليل..

هنا التشيُّع يبحث عن رقعة ضوء جديدة، علماء جبل عاملة، الابرار يعلمون أهل فارس حقيقة العقيدة.. انتهت الدقائق الخمس، ولن ينتهي الاستعراض أو القوة الممكنة للقدرة الحضارية على أرض الكوكب، بوصفه كوكب البشر والحضارة..

5 دقائق عن الموقف:

إذا بني الإنتماء على غير أرض صلبة تعرّض للتصدُّع.. فليكن الإنتماء الجنوبي، مرتكز صناعة الموقف ان أصل الاجتماع اللبناني ملتبس اصلاً، ليست الأرض وحدها مصنع الإنتماء في صياغة الموقف.. هناك حسابات أخرى، هناك ولاءات تتعدّى وحدة المصالح المشتركة..

لأرض الجنوب امتداد في كل الاتجاهات، انتماء العقيدة، وانتماء العمل، وانتماء الروابط الرحمية والاخلاقية.

الإنتماء إلى الجنوب، هو الذي اخرج لبنان الكبير، الذي يستعد اللبنانيون للإحتفال بذكرى مرور قرن كامل على ولادته.. من الفكرة إلى الحقيقة..

فالموقف يُبنى على وحدة الرؤية، والعقيدة، والإنتماء، كان سماحة الإمام الصدر يكرر ان لبنان لن يبتسم وجنوبه ينزف.. وكانت كل التسويات غير ممكنة لولا كلمة الجنوب..

انتهت الدقائق الخمس.. لكن التطلع إلى دور الجنوب لن ينتهي.. من وحدة القرية إلى المنطقة إلى القضاء، فالاقضية فالمحافظة إلى كل لبنان: الإنتماء يكون اخلاقياً أو لا صناعة للموقف، الإنتماء يكون دينياً أصيلاً، أو لا صناعة لموقف، الإنتماء يكون لا طائفياً، أو لا صناعة موقف أصلاً.

المسألة هنا، وحدة الموقف ضرورة لإزالة إلتباس الاجتماع اللبناني..