مع تشكيل الحكومة اللبنانية “الى العمل” برئاسة الرئيس سعد الحريري في الواحد والثلاثين من كانون الثاني من العام الجاري 2019، أعطى لبنان إشارة ايجابية للعالم عموما والعربي خصوصا، بأن لبنان سيفتح صفحة جديدة مع محيطه. وكانت المملكة العربية السعودية من الدول الأوائل التي تجاوبت، إذ سرعان ما أرسلت موفدها نزار العلولا الى لبنان للتهنئة بالحكومة الجديدة وإبداء نية المملكة رفع قرار تحذير مواطنيها من السفر الى لبنان. اذ لبنان غالبا ما كان يشكل الوجهة الأولى للسائح الخليجي لما يختزنه لبنان من مناطق ساحرة ووجود قواسم مشتركة سواء اجتماعية أو ثقافية.
وما ان أعلن السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري انتفاء الاسباب الأمنية التي دفعت المملكة لتحذير مواطنيها من السفر الى لبنان، بدأ الخليجيون بالمجيء الى لبنان، وفقا لما افاد به مسؤولون في السفارة السعودية في لبنان الى “الوكالة الوطنية للاعلام”، متوقعين توافد اعداد كبيرة الى لبنان خلال موسم الصيف.
وسجلت حركة المطار خلال شهر نيسان من العام 2019 ما مجموعه 816816 راكبا من المطار وإليه، بزيادة 11,8 في المئة من الشهر ذاته من العام 2018. اما في شهر ايار من العام الجاري، ورغم تزامنه مع شهر رمضان، فسجلت حركة المطار 571276 راكبا منهم 312167 وافدين الى لبنان.
وقد بدأ لبنان يستعد بمختلف قطاعاته لاستقبال السواح العرب والأجانب على حد سواء، وبما ان المطار يشكل صورة لبنان الأولى، رصدت له الحكومة اللبنانية 80 مليون دولار لاجراء التحسينات الملحة، وما زال العمل متواصلا لتجهيز “فاست تراك”، الذي من شأنه استيعاب مليون راكب، اضافة الى زيادة عدد الكونتوارات التابعة للامن العام ليصبح 32 كونتوارا.
وفي هذا الاطار، افتتح وزيرا الاشغال العامة والنقل يوسف فينيانوس والسياحة اواديس كيدانيان، المرحلة الأولى من توسعة قاعة المغادرة في المطار، ما ساعد في تسهيل انسياب حركة الركاب.
وفي إشارة للترحيب بالوافدين الى لبنان، قرر وزير السياحة أن يتواجد بشكل شبه يومي في المطار لمراقبة الاعمال والتسهيلات التي تتم لإنجاز معاملات السائحين، وهو لم يترك مناسبة الا وكرر بان موسم الاصطياف لهذا العام سيكون واعدا، نظرا إلى كل الاجراءات التي تتخذها الدولة، من وزارتي الداخلية والسياحة على السواء.
وخلال تواجد وزير السياحة في المطار، عاين طرق تخليص معاملات الوافدين الى المطار، حيث يتم إنجاز معاملات ما يقارب 300 راكب في اقل من نصف ساعة نتيجة لزيادة الكونتوارات التي أنجزت.
ورحب كيدانيان بقرار رفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان، آملا بأن تحذو دولة الإمارات العربية المتحدة حذو المملكة العربية السعودية، ولا سيما أن اجتماعات تتم مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان لمعرفة هواجسهم وتطمينهم.
وفي هذا الإطار، عقدت اجتماعات عدة بين مديريتي الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي وفي الإمارات، كما أشار المدير العام للطيران المدني المهندس محمد شهاب الدين الذي دعا المواطنين الخليجيين الى “المجيء الى بلدهم الثاني لبنان”، متوقعا ان يكون هذا الموسم “واعدا بالنسبة للسياحة في لبنان وخصوصا مع التحسينات والإجراءات المتخذة”.
ويختزن لبنان على امتداد جغرافيته لوحات طبيعية ومواقع أثرية مهمة، جعلت أهم المواقع العالمية كـ “دايلي ميل”، تنشر صورا عن جباله وثلوجه وأنهاره وبحره، وليس آخرها ما نشره موقع “ناشيونال جيوغرافيك” عن جمال شاطئ صور وتصدره المركز الرابع بين اجمل الشواطىء في منطقة الشرق الأوسط”.