كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
إستناداً إلى «National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases»، فإنّ نحو 60 في المئة من النساء سيشكين من إلتهاب المسالك البولية في مرحلة ما من حياتهنّ. وفي حين أنّ الرجال قد يتعرّضون بدورهم لهذه المشكلة، إلّا أنها شائعة أكثر عند الإناث. فما أبرز العوامل التي تُحفّزها؟
أوضحت طبيبة أمراض النساء والتوليد، كيلي كاسبر، من «Indiana University Health» أنّ «نظام المسالك البولية عند المرأة مصمّم بشكل يمنع دخول البكتيريا، إلّا أنّ هذه الدفاعات قد تفشل وبالتالي يمكن للبكتيريا أن تنمو وتتكاثر وتسبب الالتهابات. وتشكل أعراض إلتهاب المسالك البولية: التبوّل المؤلم، وحاجة مُلحّة للتبوّل مع قليل من الراحة، وتغيّر لون البول أو تحوّله إلى رائحة قويّة، وضغط أو ألم في الحوض، وتعب شديد، ويمكن حتى أحياناً معاناة ارتفاع حرارة الجسم إذا أصبح الالتهاب أكثر جدّية».
وشدّدت على «ضرورة استشارة الطبيب فور ظهور هذه الأعراض لوصف المضادات الحيوية المناسبة والتخلّص منها سريعاً. في الواقع، إنّ التأخر في بدء العلاج قد يسبب تعقيدات جدّية مثل إلتهاب الكِلى».
لا شكّ في أنّ أفضل ما يمكن فعله هو الوقاية من تشكل إلتهاب المسالك البولية، ولكن لتحقيق ذلك لا بدّ من معرفة العوامل التي تسببها، والتي كشفتها أخيراً المتحدثة باسم «American Urological Association»، الطبيبة ليزا هاوز:
العلاقة الجنسية
نساء كثيرات يتعرّضن لإلتهاب المسالك البولية عقب الاتصال الجنسي الذي يستطيع نقل البكتيريا من تجويف المهبل إلى الإحليل. لخفض الخطر، يُنصح بالتبوّل خلال 30 دقيقة قبل العلاقة الجنسية وبعدها. كما أنّ الاستحمام يشكّل فكرة جيّدة، لكن لا بدّ من تفادي المبالغة في منتجات الصابون.
إنقطاع الطمث
إلتهاب المسالك البولية شائع جداً بعد دخول المرأة مرحلة انقطاع الطمث لأنّ إنتاج الإستروجين ينخفض، ما يؤدي إلى تغيير درجة حموضة المهبل. ينتج من هذا الأمر اختلالات في توازن البكتيريا والخميرة في المهبل، فيرتفع خطر الالتهاب. كذلك فإنّ بعض النساء في مرحلة انقطاع الطمث اللواتي يشكين من ترقق الجدران المهبلية قد يتعرّضن لجروح صغيرة قرب مجرى البول، ما قد يعزّز احتمال إصابتهنّ بالتهاب المسالك البولية.
الإمساك
التعرّض للإمساك يجعل من الصعب تفريغ المثانة كلّياً، ما يعني أنّ البكتيريا المحاصرة تملك الكثير من الوقت للنمو والتسبب بالالتهاب. من جهة أخرى، فإنّ الإسهال قد يرفع بدوره خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية، لأنّ البكتيريا من البراز الليّن تستطيع بسهولة دخول المهبل ومجرى البول. يُنصح بالتنظيف من الأمام إلى الخلف عند دخول الحمّام للوقاية من انتقال البكتيريا.
السكري غير المنضبط
عندما يكون معدل السكر في الدم مرتفعاً، تتمّ إزالة السكر الإضافي عن طريق البول، ما يشكّل بيئة مواتية لنموّ البكتيريا ويعزّز احتمال الالتهاب. لا بل أكثر من ذلك، فإنّ مرضى السكري لديهم جهاز مناعي أضعف، الأمر الذي يُصعّب القدرة على محاربة البكتيريا المُسبِّبة للإلتهاب.
حبس البول
الامتناع لـ6 ساعات أو أكثر عن دخول الحمّام للتبوّل عند الشعور بحاجة لذلك يجعل إلتهاب المسالك البولية أكثر شيوعاً، بما أنّ البكتيريا التي تدخل المثانة تملك الكثير من الوقت للنمو.
الجفاف
شرب الكثير من المياه لا يروي العطش فحسب، إنما يحارب أيضاً إلتهاب المسالك البولية. عند التبوّل بانتظام، فإنّ الجسم يستطيع طرد البكتيريا التي قد تتمركز في المسالك البولية. لذلك يجب الحرص على احتساء 6 إلى 8 أكواب من المياه يومياً للمساعدة على الوقاية من الالتهاب.
المنتجات النسائية
الفوَط والسدادات القطنية القذرة تشكّل مكاناً لنمو البكتيريا بسهولة. للوقاية من إلتهاب المسالك البولية خلال الدورة الشهرية، يُنصح بتغيير السدادة القطنية كل 4 ساعات على الأقل، بحسب كمية تدفق الدم، وتفادي وضعها ليلاً. كذلك يجب تغيير الفوطة القطنية كل 4 إلى 6 ساعات.
الملابس الداخلية غير المُريحة
يجب إرتداء ثياب داخلية قطنية وتسمح بالتنفس بما أنّ ذلك يساعد على الوقاية من كثرة الرطوبة التي تدفع البكتيريا إلى النمو.
حصى الكِلى
بما أنّ هذه الرواسب المعدنية الصلبة تستطيع سدّ المسالك البولية، فإنها قد تؤدي إلى إلتهابها عن طريق منح البكتيريا الكثير من الوقت للنمو. وفي المقابل، فإنّ التأخر في علاج إلتهاب المسالك البولية قد يسبب تلف الكِلى، لذلك يجب استشارة الطبيب فور الشعور بأعراضه.