IMLebanon

عطاالله: التسوية غير مهزوزة ولن نغيّر موقفنا من “النازحين”

هذه المرة… لم يعد في استطاعة رئيس الحكومة سعد الحريري أن يحتمل القنص السياسي على موقع رئاسة الحكومة،  وفي اتجاه الطائفة السنية، والشارع الأزرق الذي ما انفك يعبر عما يسميه بعض المراقبين “امتعاضا” من الخيارات التي ركن إليها المستقبل، لا سيما منها التسوية الرئاسية. بواقعيته السياسية المعهودة وتبعا لنهج “العض على الجرح كرمى للبلد”، جدد الحريري تمسكه بالاتفاق العريض الذي يربطه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما بالتيار الوطني الحر. إلا أنه هذه المرة، أحدث نقلة نوعية في إطلالته الاعلامية الأخيرة. لقد مارس القنص المركز في اتجاه نجم التسوية الآخر، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إلى حد أنه لم يخف امتعاضه إزاء عصي التأخير التي وضعتها اقتراحات باسيل، التي ولدت فيما كان المسلسل الحكومي الطويل يشارف على نهايته، في دواليب الموازنة، كما إزاء ما سماها “البهورات” التي، على حد تعبيره، لا يجوز أن يدار بها البلد، فيما يعتبر انتقادا صريحا لمقاربة باسيل قضية اللاجئين السوريين.

وإذا كان مؤتمر الحريري يأتي غداة دخول رئيس الجمهورية شخصيا على خط إصلاح ذات البين بين دعائم التفاهم الرئاسي لئلا يقع فريسة السجالات السياسية، فإن العونيين يفضلون القفز فوق الانتقادات الزرقاء في اتجاه الزعيم البرتقالي. ذلك أن الأهم يكمن في تجديد التمسك بتسوية 2016، من دون أن يفوتهم المضي في التشبث بموقفهم إزاء ملف النازحين.

وفي أول تعليق رسمي على المؤتمر الصحافي للحريري، اعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطاالله، في حديث لـ “المركزية” أن “كلام رئيس الحكومة يعد محاولة تهدئة. ذلك أن التراشق الذي سجل أخيرا بين التيار الوطني الحر والمستقبل، لا يعبر عن سياسة الأخير، بل يأتي في إطار كلام المتضررين من علاقتنا مع رئيس الحكومة وإنحسار ما كانوا يعتبرونها أدوارا قيادية كانت تعود إليهم في الفترة السابقة، وهم اليوم يلعبون أدوار الغيارى على الطائفة السنية وصلاحيات رئيس الحكومة”، معتبرا أن “ما جرى في الفترة الأخيرة ليس إلا إمعانا في تشويه صورة التيار الوطني الحر ورئيسه أمام مرجعية دينية (في إشارة مبطنة إلى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان)، علما أن قضية الصلاحيات حساسة جدا. من هنا، أتت زيارة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي إلى دار الفتوى”.

ولفت عطاالله إلى أن جريصاتي “أكد للمفتي أن الكلام الذي سرب أخيرا ألصق بالوزير باسيل في محاولة جديدة للهجوم عليه”.

وفي ما يخص اللاجئين السوريين، أكد “أننا لا نحابي أحدا في هذا الملف، ولا نخجل في كونه على رأس أولوياتنا لأنه، إذا انفجر، ستطال تداعياته الجميع”، مشيرا إلى “أننا لمسنا أن المجتمع الدولي يمعن في وضع خطة لإبقائهم في لبنان واستخدامهم ورقة ضغط على النظام السوري، وهذه مقاربة لا تعنينا”.

واعتبر أن “البعض في الداخل يتعاطى مع قضية اللاجئين كما لو أنها ملف يجوز فيه تسجيل المكاسب السياسية، فيما نحن ننادي بضرورة التعاطي معه من منطلق السيادة الوطنية، ولا خلاف على هذه النقطة مع الرئيس الحريري”.

وفي ما يتعلق باتهامات الحريري لوزير الخارجية بالتسبب بتأخير إقرار الموازنة، أوضح أن “باسيل وزير ونائب وشخص يتعاطى الشأن العام، وتاليا، فإن من حقه أن يناقش في كل الملفات”.

وشدد على أن “التسوية غير مهزوزة أبدا”، مؤكدا أن “هناك تفاهما في هذا الشأن بين الحريري والتيار ورئيسه”، معتبرا في الوقت نفسه أن “من واجب رئيس الحكومة أن يطل على الناس ويحسم الجدل الأخير، وهذه أمور تعنيه”.