كتب خليل فليحان في صحيفة الشرق الأوسط:
أبلغت إيران رسمياً لبنان بأنها تريد موقفاً صلباً يعكس متانة العلاقات الثنائية بصورة علنية رداً على موقف رئيس الحكومة سعد الحريري في القمة العربية الاستثنائية التي انعقدت بمكة المكرمة في رمضان الماضي. وكانت إيران قد أبدت استياءها من الموقف الرسمي الذي اتخذه الحريري في القمة التي عقدت تحت عناوين أساسية؛ أهمها وقف التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية من بينها لبنان وسوريا واليمن ووقف إنشاء تنظيمات مسلحة من أبناء هذه الدول تُمارس أعمالاً تشيع الفوضى ومتجاوزة صلاحيات القوات المسلحة الشرعية للدولة.
واستند الحريري في تأييده الموقف المتخذ في القمة العربية الاستثنائية من إيران، إلى أن القرار لم يذكر اسم «حزب الله» ولا نشاطاته الإرهابية كما كان يرد، لذا رأى الحريري أنه غير مضطر لاعتماد سياسة النأي بالنفس كما كان يحدث في مقررات لمؤتمرات وزراء الخارجية العرب أو القمم، فكان موقفه مؤيداً لقرار القمة الذي أدان تدخلات إيران في الدول العربية ودعمها الإرهاب وذلك انسجاماً مع أكثرية الدول وعلى الأخص الخليجية منها التي تتعرض لتدخلات من قبل إيران. وأشار مصدر دبلوماسي لبناني لـ«الشرق الأوسط» إلى أن لبنان ينتهج في سياسته الخارجية منذ سنوات خلت قاعدة «التضامن مع أشقائه العرب في وجه أي دولة غير عربية في حال النزاع معها».