Site icon IMLebanon

ما حظوظ نجاح وساطة اليابان بين الولايات المتحدة وإيران؟

تتكثف الوساطات الدولية لفض الاشتباك الاميركي – الايراني، فبعد أن بات معلوما ان الدول الاوروبية وعلى رأسها فرنسا وألمانيا وسويسرا، تتحرك على هذا الخط، وفي وقت تحتضن عواصم عربية كالدوحة وعُمان اجتماعات بعيدة من الاضواء، بين ممثلين عن الدولتين هدفها محاولة ايجاد وسيلة للتوفيق بينهما، دخلت اليابان على جهود التهدئة ايضا، فقد بدأ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الاربعاء، زيارة تستمر يومين لايران، وصفت بـ”التاريخية”، يلتقي خلالها مرشد الثورة علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. آبي، وهو أول رئيس حكومة ياباني يزور الجمهورية الاسلامية منذ الثورة التي أسقطت الشاه عام 1979، سيصل طهران في مهمة دبلوماسية حساسة يأمل خلالها العمل على خفض التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

وقد أعلن في مؤتمر صحافي قبل مغادرته طوكيو، أن “وسط قلق بسبب التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط الذي يتركز عليه اهتمام المجتمع الدولي، تأمل اليابان أن تفعل ما بوسعها من أجل السلام والاستقرار في المنطقة”.

من جهته، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية أن آبي وترامب بحثا هاتفيا الثلثاء “الوضع في إيران”، ضمن سلسلة مواضيع أخرى، في وقت شدد مسؤول ياباني في مؤتمر صحافي على أن آبي يزور إيران فقط من أجل “التوسط بين إيران والولايات المتحدة”، مضيفاً أن “الهدف من الزيارة هو العمل على خفض التوتر”.

ما يجدر التوقف عنده في هذا السياق، بحسب المصادر، هو ان اليابان حليف أساسي لواشنطن، لكنها في الوقت نفسه، على علاقات جيدة مع طهران. وموقعُها هذا يساعدها على لعب دور الوسيط بين الجانبين، الا ان من الصعب التكهّن في ما يمكن ان تؤول اليه جهودها، خاصة وان الايرانيين، وفق المصادر، باتوا يطالبون حاليا بتنازلات اميركية من قَبيل “تيسير” صادرات إيران النفطية، للجلوس مجددا الى طاولة المفاوضات مع واشنطن، بينما لا تبدو الاخيرة ابدا في وارد التساهل في العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على ايران.

لكن رغم شد الحبال المستمر بين الطرفين، تقول المصادر ان ما يحصل اليوم ليس الا توطئة لحوار بات انطلاقه مسألة وقت. فآبي ما كان ليزور ايران لولا ضوء اخضر أميركي، بينما ايران قدّمت في الاسابيع القليلة الماضية بوادر حسن نية كثيرة تجاه واشنطن، آخرها اطلاق سراح اللبناني – الاميركي نزار زكا الذي كان موقوفا عندها، وقبل ذلك تأكيد الحرس الثوري الايراني ان لا معامل لصناعة الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله في لبنان. واذ تقول المصادر ان هذه الخطوات توحي بأن نيّة عدم التصعيد وتقديم التنازلات، موجودة لدى القيادة الايرانية، تلفت الى انها ليست بالطبع كافية لارضاء ترامب، خاصة وأن أذرع الجمهورية الاسلامية في الدول العربية لا تزال تتحرّك بقوة معكّرة استقرار المنطقة.

وفي السياق، أعلنت قيادة التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية، الاربعاء، أن جماعة “أنصار الله” الحوثية استهدفت مطار أبها جنوبي المملكة وأصابته. وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي: “مقذوف معاد حوثي سقط بصالة القدوم بمطار أبها الدولي”. وأشار المالكي إلى “إصابة 26 شخصا مدنيا من المسافرين ومن جنسيات مختلفة من بينهم 3 نساء وطفلان، تم نقل 8 حالات منها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وعلاج 18 حالة منها بالموقع إصاباتهم طفيفة”. وأضاف: “الجهات العسكرية تعمل على تحديد نوع المقذوف الذي تم استخدامه بالهجوم الإرهابي في الوقت الذي أعلنت فيه الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران عبر وسائل إعلامها مسؤوليتها الكاملة عن هذا العمل الإرهابي”.