Site icon IMLebanon

عون: الامن الداخلي ممسوك ولا بيئات حاضنة للارهاب

ينقل زوّار قصر بعبدا عن رئيس الجمهورية ميشال عون اطمئنانه الى حُسن تطبيق سياسة النأي بالنفس والالتزام بها قولاً وفعلاً رغم استخدامها كسهام يصوّبها الفرقاء السياسيون في اتّجاه بعضهم البعض عند كل استحقاق سياسي. ويعتبر الرئيس عون ان استقلالية لبنان وعدم تبعيته لاي محور امر ضروري، كما ان هويته العربية اساس في مقاربة علاقته بالاشقاء العرب، فلا يُمكن ان يكون مع اخ عربي على حساب شقيق اخر، وهو لطالما كان يتّبع سياسة “مع العرب اذا اتّفقوا وعلى الحياد اذا اختلفوا”.

ويلفت الزوّار كما ينقلون لـ”المركزية” الى “ان الرئيس عون مُلتزم حتى النهاية بسياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، من هذا المُنطلق كان موقفي عندما قدّم الرئيس سعد الحريري استقالته من السعودية والتواصل “الاخوي” الذي قمنا به لحلّ تلك الازمة. والامر نفسه بالنسبة لايران في ما خصّ اعتقال نزار زكا، حيث قمنا بسلسلة اتصالات رسمية على مستوى البلدين كانت نتيجتها تحرير زكا بعد 4 سنوات على اعتقاله”.

وانطلاقاً من تعاطي بعبدا مع هذين الحدثين كونهما مرتبطين بدولتين لهما نفوذ سياسي قوي في البلد، يعتبر رئيس الجمهورية “ان يُمكن للبنان ان يستعيد دوره كجسر عبور ونقطة تلاق بين المتخاصمين. فهو نجح بالطرق الدبلوماسية والاتصالات السياسية الرسمية من ان يتعامل بالطريق نفسها مع بلدين في حالة خصومة في هذه الفترة، واستطاع ان “يأكل العنب” اذا جاز التعبير من دون ان تتضرّر علاقته بالاشقاء والاصدقاء”.

ويشير رئيس الجمهورية وفق زوّاره الى “ان لبنان بفضل السياسة التي يتّبعها في البيان الوزاري للحكومة بات على خط تقاطع بين الرياض وطهران رغم الخلافات القائمة بينهما، وهذا يؤكد مرّة جديدة ان لا يُمكن لاي فريق او جهة سياسية من تأخذ البلد الى حيث تريد او ان تفرض مواقفها على الاخرين. فمصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار والمواقف التي تصدر عن بعبدا تعكس هذه المصلحة”.

ويعود الرئيس عون بالذاكرة الى السنوات القليلة الماضية حيث كان الارهاب يضرب مناطق لبنانية عدة وبلغ ذروته في جرود عرسال من خلال معركة “فجر الجرود” التي خاضها الجيش وخرج منها منتصراً. فبرأيه لولا التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس لما حقق الجيش هذه النتائج المُبهرة التي ادهشت العالم، وبفضل عدم خروجنا عن مندرجاتها لما كان لبنان ينعم اليوم بوضع امني جيّد واستقرار “لافت” في وقت ان الارهاب لا يوفّر دولاً عظمى تُعتبر من الاقوى عالمياً والمنطقة من حولنا على صفيح بركان متفجّر”.

اما عن جريمة طرابلس الاخيرة التي عكّرت صفو الامن واعادت لذاكرة اللبنانيين مشاهد دموية طبعت روزنامة الحوادث الامنية منذ سنوات، يُطمئن الرئيس عون الى “ان لا خوف من انفلات الوضع الامني الداخلي، والقوى الامنية تقوم بواجباتها، وتبيّن ان الارهابي عبد الرحمن مبسوط قام بعمل فردي وشخصي وليس عملاً منظّماً من قبل مجموعات، لكن في مطلق الاحوال يجب انتظار نتائج التحقيقات”، ويجزم “بأن الاجهزة الامنية تكثّف من اجراءاتها وتدابيرها، والساحة الداخلية متماسكة ولا خوف من انزلاقها نحو اعمال تضرّ بالمصلحة العامة، وقد ظهر ذلك جلياً في تعاطي اهالي طرابلس مع جريمة مبسوط، اذ جددوا تمسكهم بالدولة وثقتهم بالاجهزة الامنية ورفضوا ان يكونوا بيئة حاضنة للارهابي عبد الرحمن مبسوط من خلال مساعدتهم الجيش والقوى الامنية في تضييق الخناق عليه وإعاقة تقدّمه ورفضوا اي استثمار سياسي للحادثة”.