رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن “بعد انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وأثر انتخاباتنا النيابية الأخيرة، وجدت بلادنا طريقها نحو الاستقرار المؤسساتي والدستوري”.
وأضاف، خلال زيارته العاصمة البريطانية واجتماعه بأعضاء من مجلس اللوردات البريطاني: “تمكنا من هزيمة داعش والنصرة ولبنان أصبح أول بلد في المنطقة يحقق ذلك من دون أن يعني الأمر إلغاء التهديد لأن الإيديولوجيا المتطرفة موجودة، ونحن ملتزمون قرارات الأمم المتحدة والحدود الجنوبية وفق ما نسمعه من الأمم المتحدة بذاتها هي الأكثر استقرارا في المنطقة”.
وتابع: “كنا دائما في حال دفاع عن النفس ولبنان لن يتراجع عن حقه البري والبحري ونحن لسنا معنيين بأي توتر غير ضروري، ونعتقد أنه يمكن الوصول إلى ترتيبات مناسبة إذا اعتمدت القنوات الصحيحة والأسس المناسبة”.
وفي موضوع النزوح السوري، أكد أنه “لدينا 200 نازح سوري في الكلم المربع الواحد، كما أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين والسوريين باتت أكثر من نصف عدد اللبنانيين، ويأتي من يقول لنا إن لا حل إلا في انتظار الحل السياسي في سوريا وهذا ما نرفضه. أما بالنسبة إلى اقتصادنا فهو يعاني لكوننا عملنا مطولا بذهنية إدارة أزمات عوض التصدي للمشكلات”.
وعن الودائع في المصارف اللبنانية، قال باسيل: “إنها تفوق الـ200 مليار دولار، أي أربع مرات قيمة الناتج القومي و80% منها للبنانيين المقيمين. كما هناك خطة أقرت للكهرباء، والموازنة في طريقها إلى الإقرار وقد خفضت العجز بنسبة 4 % وهذا أمر مهم جدا”.
وتناول السياسة الخارجية، فأكد “أننا لا ننحاز في سياستنا الخارجية لأي تحالف في المنطقة بل ننأى بأنفسنا وبلبنان عن الصراعات، ولا أعني طبعا الصراع العربي-الإسرائيلي. نحن نعمل لسياسة خارجية فاعلة وإيجابية ومستقلة وغير منحازة بشكل تلقائي لأي جهة اساسها المصلحة الوطنية”.
ودعا السوريين إلى “تحديد مستقبلهم وهوية قادتهم”، معتبرا أن “حل أزمتهم يكون وفق إرادة الشعب السوري وأن إتمام المصالحة يجب أن يحصل عبر عودتهم إلى سوريا لحفظ التنوع ثم إجراء الانتخابات وإعادة الإعمار”.
ورأى أن “الجميع يتدخل في المنطقة وسوريا كانت آخر مثال. أما وقف الموضوع فيكون باحترام القوانين الدولية وهذا ليس ما يحصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومن يريد إعطاء الدروس لغيره بعدم التدخل يجب أن يطبقها على نفسه أولا”.
وقال باسيل: “لم نعد قادرين على تحمل عبء النازحين. فالمساعدات التي تذهب لهم تسهم في إبقائهم عوض إعادتهم وهذا ما يؤدي إلى توتير الأجواء. واليوم بالذات أوقف جيشنا نازحين يحاولون العبور عبر البحر إلى أوروبا، فإلى أين يذهبون إذا لم يعودوا إلى بلادهم؟”.
وأكد أنه “لم يستشرنا أحد في ما يسمى خطة سلام ولا معلومات رسمية لدينا عنها لكن ما نسمعه غير مشجع، وحل الدولتين وفقا للقرارات الدولية هو الأنسب”، مشيرا إلى “وجود قرار دولي يتحدث عن حق العودة للفلسطينيين ونحن مع هذا الحق ونرفض التوطين وفق دستورنا وعودة النازحين السوريين ممكنة لكن الغرب لا يشجعها، ونحن نطالبه بذلك”.
ثم كان لباسيل لقاء آخر مع الجالية اللبنانية في لندن بدعوة من السفير رامي مرتضى حيث بادر الحاضرين بالقول: “تعلمنا الكثير عن الحياة السياسية هنا، ولبنان لديه فرصة تجديد علاقته مع بريطانيا في ظل الظروف الجديدة مع مسار خروجها من الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف: “نريد جمع اللبنانييين بالشراكة وهذه مناسبة لتعزيز علاقتنا السياسية والاقتصادية. نحن في صدد بحث اتفاق تجارة جديد يسمح بوصول منتجات لبنانية أكثر إلى إنكلترا”، داعيا إياهم إلى “مساعدة لبنان من خلال تشجيع المنتجات اللبنانية”.
وتابع: “دائما يختلقون لنا المشاكل ولا يستطيعون تقبل أي تفاهم لمصلحة لبنان وهذا ما فعلوه بالنسبة إلى علاقاتنا مع الرئيس سعد الحريري الذي أعطينا معه هنا تلك الصورة الجميلة عن لبنان. ونحن نؤكد أن وحدتنا الحقيقية هي أن نكون معا لأجل لبنان”.
وسأل: “كيف نعبر عن محبتنا للبنان ونفضل عليه جنسيات أخرى؟ المواطنية تقتضي أن نحب أبناء وطننا. لقد دفعكم عدم وجود فرص عمل في لبنان إلى الهجرة، في المقابل يجب أن نوفر للمواطنين الذين ما زالوا في لبنان فرص عمل واستثمارات ونحافظ على علاقات جيدة مع سائر الدول”.
وأكد أن “وحدتنا الحقيقية هي في تماسكنا مع بعضنا البعض وتيار “المستقبل” قال إنه هو عصب الوطنية ونحن لا نريد سوى ذلك، أي جمع اللبنانيين على الشراكة كي نعيش الشراكة المسيحية-الإسلامية، اللبنانية – اللبنانية، ويكون لبنان أولا ولا يكون انتماؤنا إلا إلى لبنان”.
وختم: “أنتم صورة لبنان المشرقة واللقاء معكم يثبت لنا مقدار تعلق اللبنانيين في الخارج بوطنهم. ونأمل العمل على بقاء اسم الانتشار اللبناني في العالم مرفوعا”.
وكان باسيل قد إلتقى في لندن اكثر من 80 طالبا وطالبة جامعيين لبنانيين وأجرى معهم حوارا حول مستقبلهم وعلاقتهم بلبنان