التقى الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري مرتين امس، الاولى جرت صباحا في قصر العدل، حيث التقى الرؤساء الثلاثة ميشال عون وسعد الحريري ونبيه بري في احتفال مئوية محكمة التمييز في قصر العدل بحضور وزاري ونيابي وقضائي، الى جانب ممثل عن السلطان قابوس بن سعيد، حيث دعا عون الى استقلالية القضاء التي هي ليست مِنّة من حاكم بل هي حق، معتبرا ان العدل هو طمأنينة للنفوس والاوطان، والثاني كان في بعبدا.
على ان اللقاء الصباحي بين عون ورئيس الحكومة سعد الحريري اتسم بالبرودة عكس ما كان بين عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقد تبدى ذلك للحاضرين بوضوح بحيث كادت يد الحريري لا تجد لها مكانا بين ايدي الرئيسين عون وبري ورئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد في قص شريط الدخول الى المقصف الذي اعد في مكان الاحتفال.
وأكد رئيس الحكومة سعد الحريري بعد لقاء بعبدا ان علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون ودية ويمكن ان نرى بعضنا في أي وقت، وعلينا العودة الى الهدوء والتفكير بالعقل واستكمال العمل الذي بدأناه، مشددا على انه لا مشكلة في التسوية الرئاسية.
واشار الى جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل، واصفا الموازنة العامة العالقة امام مجلس النواب بالتاريخية.
وقال: نحن امام مرحلة جديدة بحاجة الى عمل وليس الى كلام بالاعلام، منكرا على اساتذة الجامعة اللبنانية الاضراب، فالموازنة لن تطالهم وتظاهرتهم معيبة.
وردا على سؤال، قال: قلت ما قلته بالامس ليسمع الجميع، وكلامي هدفه تحقيق العدالة للجميع ولا يمكن ان نحمي احدا، وفي التعيينات علينا بالمعايير الموحدة. الى ذلك، اعتبر الحريري امس ان الاقتصاد الرقمي يشكل حجر الزاوية في الاقتصاد الوطني اللبناني لما يحمله من إمكانية تطوير القطاعات الإنتاجية وخلق فرص عمل للشباب.
وقال الحريري، في كلمة في افتتاح مؤتمر «عرب نت» الـ 10 في بيروت، ان لبنان يمتلك ميزة تنافسية في اقتصاد المعرفة وطاقات شابة مؤهلة، مؤكدا أهمية ارتباط هذه الموارد البشرية المميزة بالبيئة التكنولوجية المناسبة التي يجب على الحكومة تأمينها.
واضاف «نريد للشباب اللبناني البقاء في بلدهم وتصدير ابتكاراتهم ومنتجاتهم الى الخارج بدلا من الهجرة»، مؤكدا امتلاك لبنان فرصة لتطوير الاقتصاد الرقمي لديه اذا ما نجح في توفير بيئة تمكينية لذلك.
في سياق اخر، الوسيط الاميركي ديفيد ساترفيلد في بيروت، وقد نقل الى المسؤولين اللبنانيين رد اسرائيل على المقترحات اللبنانية حيال ترسيم الحدود البرية والبحرية.
واستهل ساترفيلد لقاءاته بوزيرة الطاقة ندى بستاني بسبب انشغال الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري باحتفال مئوية محكمة التمييز في لبنان، وابلغت الوزيرة بستاني الصحافيين ان جو الاجتماع كان ايجابيا، وان ساترفيلد حمل حلولا ايجابية وان الادارة الاميركية تشجع الشركات الاميركية على الاستثمار في لبنان، مؤكدة انه لا خلاف حول توزيع «البلوكات».
وبانتهاء الاحتفال القضائي، التقى ساترفيلد الرئيس نبيه بري في عين التينة، حيث جرى استكمال البحث في موضوع الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل، حيث وصلت الامور الى وقائعها ودقتها في الحفاظ على كامل الحقوق اللبنانية، كما نقل لـ «الأنباء» عن الرئيس بري.
من عين التينة انتقل ساترفيلد الى السراي الحكومي، حيث كان الرئيس سعد الحريري بانتظاره، حيث استكملا المباحثات على مائدة غداء كان ترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية طبقها الاساسي.