Site icon IMLebanon

مسؤول في “فتح” التقى الحريري: مؤتمر البحرين ولد ميتًا

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في السراي الحكومي، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” والمشرف العام على الساحة اللبنانية الوزير عزام الأحمد، يرافقه سفير دولة فلسطين أشرف دبور وعضو اللجنة المركزية للحركة سمير الرفاعي وأمين سر الحركة وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان فتحي أبو العردات، في حضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة.

بعد اللقاء، قال الأحمد: “تشرفنا بلقاء الرئيس الحريري، في إطار التنسيق الدائم بين القيادتين الفلسطينية واللبنانية. وقد ناقشنا الأحداث السياسية المتلاحقة في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهي جوهر مشاكل المنطقة وقضاياها المركزية، لدى الأمة العربية ولبنان بشكل خاص، ولاسيما مع الجهود المتواصلة التي تسعى من خلالها الإدارة الأميركية بقيادة ترامب إلى فرض وجهة نظرها وما تفكر فيه من حلول، ليست سياسية، وإنما استسلامية، على الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية، تحت إطار ما يسمى بـ”صفقة القرن”، بالشراكة بينهم وبين حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي بقيادة نتنياهو”.

وأضاف: “تم تأكيد الموقف الفلسطيني اللبناني المشترك برفض “صفقة القرن” مجددا، مهما اتخذت من تسميات. فلا يمكن أن يقبل لبنان وفلسطين بأقل من مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت، والتي أكدت إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد إنهاء الاحتلال، والقدس الشرقية عاصمتها، وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 بحق العودة والتعويض. هذا موقف ثابت للبنان وفلسطين، وأي تطبيع للعلاقات العربية الفلسطينية مرفوض تماما، قبل أن يتم تنفيذ مبادرة السلام العربية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من قرارات الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق. فهذا ما قرره المجتمع الدولي”.

وتابع: “كذلك تطرقنا إلى ورشة عمل المنامة في البحرين المقترح عقدها، وأصر على عبارة مقترح، لأن الكثير من المدعوين لم تصلهم الدعوة حتى الآن، فهم يعرفون أننا كفلسطينيين لن نشارك، لا كقطاع خاص أو مجتمع مدني، ولا كقيادة فلسطينية. ولبنان أعلن مرارا وتكرارا مقاطعته، وهذا ما أكده لنا الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري اليوم. نحن كقيادة فلسطينية نعمل وسنبقى نعمل حتى اللحظة الأخيرة لمنع إقامة هذه الورشة. وإذا لم ننجح في منع انعقادها، فإنها ولدت ميتة ولن تنجح. فمجرد مقاطعة لبنان وفلسطين لها تشكل 90% من إفراغها من مضمونها”.

وختم قائلا: “كما عبّر الرئيس الحريري عن ارتياحه للحوار الجاري بين الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، والتقدم الذي حصل حتى الآن. وعبّر عن ارتياحه الشديد للأمن والهدوء والاستقرار في المخيمات الفلسطينية، ولاسيما مخيم عين الحلوة، نظرا لحجمه وطبيعته. ونأمل أن يستمر هذا التنسيق والتعاون بيننا في كافة القضايا التفصيلية. كذلك عبّر دولته عن تقديره لشجاعة الشاب الفلسطيني صابر مراد، الذي تصدى للإرهاب في طرابلس وافتدى أشقاءه اللبنانيين بحياته، كتعبير وتجسيد للوحدة والتلاحم الفلسطيني اللبناني. الفلسطيني يضحي من أجل اللبناني، والشعب اللبناني من جهته قدم التضحيات حتى قبل قيام دولة إسرائيل لمنع قيادة إسرائيل، فشارك لبنان واحتضن الثوة الفلسطينية، ولولا احتضان لبنان لها لما استمرت”.

وعند سؤاله عن أي مدى يكسر صابر مراد الصورة النمطية التي يحاول البعض رسمها عن المخيمات الفلسطينية، أجاب: “نحن زرنا مراد وتحدثنا إليه، خاصة وأن الرئيس محمود عباس مهتم شخصيا بمعرفة أسلوب تفكيره. وأنا أقول إن الفلسطيني هو بالفطرة ضد الإرهاب حيثما كان. ومحاولات نشر الإرهاب في المنطقة العربية تحت غطاء ما سمي بالربيع العربي، أثبتت أنها صيف صهيوني أميركي قاحل لتدمير الدول العربية وتقسيمها”.

وأردف قائلا: “فمن المنكر أن تسمع أن فلسطينيا شارك بالإرهاب، لأن ثقافته هي أن يناضل ويقاتل من أجل حرية شعبنا واستعادة حقوقنا. بندقيتنا مسيسة، وإن كانت غير ذلك فهي قاطعة طريق. ونحن ضد الإرهاب. كذلك هو الشعب اللبناني الشقيق. وإذا صدر صوت نشاز من هنا أو هناك فإنه لا يعبر عن حقيقة الموقف اللبناني. نحن رأينا كيف أرسل الرئيس عون وزير الدفاع لزيارة صابر المراد، وكذلك أرسل الرئيس الحريري وفدا للاطمئنان عليه، والنائب بهية الحريري زارته شخصيا، وقائد الجيش قدم كل ما يمكن من أجل ضمان صحته ونقله. هذا هو الشعب اللبناني، ونموذج الشعب الفلسطيني في نظرته للبنان هو صابر مراد”.