أعلن مجلس الإنماء والإعمار أنه “نشر على موقعه الإلكتروني الدراسات العلمية المتعلقة بمشروع سد بسري، وسلّم لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النيابية نسخة ورقية منها”.
وأوضح المجلس، في بيان، أن “التقارير التي نشرها، وعددها 36 تقع في أكثر من 8000 صفحة، تشمل الدراسات الزلزالية والدراسات الجيولوجية والجيوتقنية والهيدرولوجية والهيدروليكية ودراسة تقييم الأثر البيئي والاجتماعي ودراسة مقارنة البدائل ودراسة الجدوى وتقرير لجنة التفتيش العائدة للبنك الدولي وغيرها”.
وأشار إلى أن “أحدث هذه التقارير، وهو التقرير الذي قدمه في أيار 2019 الخبير الدكتور مصطفى أرديك والموقع منه ومن بقية أفراد لجنة الخبراء المستقلين، تضمن أجوبة مباشرة وشرحا مفصلا في شأن ما أثير عن مخاطر الزلازل وخلص إلى أن من غير المنطقي تماما اعتبار أن تعبئة بحيرة سد بسري فوق “فالق”، اعتبر أساسا أنه موجود تحتها وأنه متصل بفالق روم سيؤدي إلى تحريك هذين الفالقين والتسبب بزلزال وفقا لما يعرف بـ (Reservoir Triggered Seismicity (RTS”.
وعلل التقرير هذا التأكيد بالأسباب أن “الكسر الموجود تحت بحيرة سد بسري هو كسر جيولوجي طبيعي، يمكن وجوده في أمكنة عدة أخرى، ولا يعتبر فالقا زلزاليا ناشطا كما لا يمكن اعتباره ذا ميزة تكتونية معروفة ولا يتصل بفالق روم. لكي يتحرك هذا الكسر ويتسبب في تحريك فالق روم، يجب أن يكون أساسا فالقا تكتونيا ناشطا، يتوافر فيه ضغط تكتوني مرتفع (under high tectonic stress)، وهو ليس كذلك”.
وأضاف: “إن حدوث أي زلزال على فالق روم يكون على عمق 15 إلى 20 كيلومترا، ومن غير الصحيح الاعتقاد بأن خزان مياه بعمق 60 إلى 70 مترا يمكنه زيادة الضغط وتسريب المياه إلى هذا العمق والمساعدة في تحريك الفالق (Lubrication) والتسبب بزلزال، هذا إذا ما افترضنا أن الفالق موجود أساسا في الموقع. إن نهر الأولي يمر أساسا في موقع المشروع، كما أن الآبار الاستقصائية التي تم حفرها في المنطقة أكدت وجود المياه الجوفية على مستويات قريبة نسبيا من سطح الأرض، إذا فبحسب التحليل غير المنطقي المثار أن الفالق ليس بحاجة إلى مياه (بعمق أمتار) ليتحرك ويسبب زلزال بما أنه موجود ضمن المياه الجوفية أساسا (بعمق كيلومترات)، حتى لو كانت عملية تحريك الفالق المزعومة ممكنة (وهي ليست كذلك)، فسيكون من الأجدى أن يتحرك الجزء المركزي من فالق روم (الذي يبعد نحو 25 كيلومترا جنوب موقع السد) والتسبب بزلزال بدلا من أن يتحرك لجهة طرفه المزعوم وجوده تحت السد”.
وأردف: “إن النشرة الدورية الرقم 137 (Bulletin 137) -“Reservoir and Seismicity 2011″ للجنة الدولية للسدود الكبيرة (ICOLD) خلصت إلى أنه لا يقتضي النظر في مخاطر زلازل التي يمكن أن تنتج عن إنشاء السدود (RTS) إلا في حالة ارتفاع منسوب المياه في البحيرة عن مئة متر، وهذا ليس الحال بالنسبة لسد بسري، حيث يبلغ أقصى ارتفاع للمياه فيه 61 م. وفي كل أنحاء العالم، تم بناء آلاف السدود التي شكلت خزانات مياه كبيرة، وهذه المشاريع تعمل من دون ملاحظة حدوث زلازل RTS بسببها، ومثال على ذلك سد القرعون في لبنان المبني بالقرب من فالق اليمونة وهو الفالق الزلزالي الأكبر في لبنان (فالق البحر الميت)، وغيرها من السدود في تركيا مثل سد Almus على فالق Almus وسد Golava على فالق North Anatolian، وسد Tahtakpr على فالق البحر الميت، وأحد أكبر السدود في تركيا سد Ataturk على فالق Bozova”.
وأكد المجلس أن “نشر هذه التقارير جاء بناء على طلب اللجنة النيابية (بموجب كتابها الرقم 4692019 في تاريخ 24/5/2019) إيداعها نسخا عن التقارير المتعلقة بمشروع سد بسري ونشر هذه التقارير على الموقع الإلكتروني لمجلس الإنماء والإعمار”.