أعلن السفير الفرنسي برونو فوشيه أن “التزام فرنسا بجانب الجيش اللبناني يأتي في إطار هدفنا لتعزيز الدولة اللبنانية وضمان الاستقرار والاستقلال فيها، ولهذا السبب حشدت فرنسا شركاءها الدوليين لدعم الاقتصاد اللبناني من خلال عملية CEDRE. ولقد أرسلت الحكومة اللبنانية مؤخرا إشارات إيجابية إلى المجتمع الدولي من خلال مشروع موازنة الذي من المتوقع أن يعتمده البرلمان قريبا. ويجب على الحكومة أن تواصل جهودها في وضع الإصلاحات التي ألتزمت بالقيام بها من أجل إطلاق تنفيذ CEDRE “.
وأضاف، خلال إقامته حفل استقبال على متن حاملة المروحية البرمائية Dixmude التي رست والفرقاطة Guépratte في مرفأ بيروت لبضعة أيام: “بين فرنسا ولبنان روابط خاصة جدا. فلبنان شريكنا المميز في المنطقة وسنكون دائما على استعداد لمرافقته في تنفيذ التدابير الشجاعة والضرورية حتى يتمكن من مواجهة التحديات الكثيرة التي يواجهها. وابتداء من الأسبوع المقبل، ستقوم كتيبة فرنسية لبنانية ولمدة يومين بمناورات برية وجوية معقدة بدعم لوجستي من الجيش اللبناني. وهذه المناورات ستضاف إلى التدريبات المشتركة لقواتنا البحرية وهدف هذه التدريبات تمكين لبنان من اكتساب قدرة قوية على التحرك في البحر وتمكينه من ممارسة سيادته البحرية الكاملة. هذا الهدف هو حجر الزاوية في مشروع بناء القدرات الجوية البحرية التي أعلن عنها في مؤتمر روما الثاني وبدعم من فرنسا”.
ورأى أن “البرنامج الصعب الموضوع لتمرين “الأرز الأزرق” هو للجمع بين نقاط القوة في جيشينا ودمجها قدر الإمكان. في الواقع لقد تم وضع هذه الخطة لهذه التدريبات من قبل مدرسة القيادة والأركان التابعة للجيش اللبناني، كما انه تمت كتابة الأوامر المعطاة إلى جنودنا على متن هذا القارب من قبل فريق من المتخصصين الفرنسيين واللبنانيين. وسيكون ضابط لبناني مسؤول عن هؤلاء الرجال البالغ عددهم 500 رجل و150 دبابة وعربة مدرعة وطائرات هيليكوبتر من دولتينا وسيثبت لنا الجنود اللبنانيون والفرنسيون أن الجرأة والتصميم والثقة في قدراتهم هي بذور لنجاح أي مشروع طموح. أمننا وأمن لبنان وخاصة العمل الحازم ضد آفة الإرهاب التي أصابت بلدينا بشدة”.
واعتبر أن “تدريبات “الأرز الأزرق” ممكنة بفضل الفهم المشترك بين بلدينا لعالم متوسطي مشترك. لا شك أن بحارتنا الذين اعتادوا على الرحلات الطويلة والوجهات الغريبة، قد شعروا بالإلفة عندما وصلوا إلى بيروت، هذا الشعور الذي يشعر به جميع الفرنسيين عندما تطأ اقدامهم هذا الشرق المتوسط الفرنكوفوني الذي هو بعيد من الناحية الجغرافية، ولكنه قريب جدا من الناحية الثقافية”.
وقال: “تمثل هذه الشركة الواسعة النطاق شهرا من الملاحة البحرية وهي تجسد أكثر من ستة أشهر من التبادلات بين الجيشين اللبناني والفرنسي. إن الأرز الأزرق هو تعبير جديد رمزي وملموس على حد سواء للرابط الفريد الذي يربط فرنسا ولبنان، رابط الجهد والعمل، الطموح والجرأة والصداقة الطويلة الأمد بين شعبينا. وتعد التدريبات “الأرز الأزرق” ووصول Dixmude والفرقاطة Guépratte إلى لبنان من المعالم الجديدة للتعاون الثنائي الكثيف في مجال الدفاع بين الجيشين الفرنسي واللبناني. ولقد أنفقت فرنسا على مدى السنوات الخمس الماضية أكثر من نصف مليار يورو لدعم القوات المسلحة اللبنانية، واتخذ هذا الدعم شكل معدات وتدريب وتعزيز التعاون في بعض المجالات المحددة”.
زختم: “اتخذت علاقتنا بعدا جديدا عندما اعلن رئيس الجمهورية الفرنسية في عام 2018، تخصيص اعتماد مالي قدره 400 مليون يورو لصالح القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي خلال مؤتمر روما الثاني. وهنا أنقل رغبة أعلى السلطات الفرنسية بالتمكن وبسرعة من وضع اللمسات الأخيرة على المباحثات العديدة التي أجريناها خلال الأشهر الماضية مع السلطات اللبنانية حول هذا الموضوع من أجل بدء تنفيذها”.