Site icon IMLebanon

تمرد إيران على الاتفاق النووي: سيف ذو حدين!

بعد ان اعلنت منتصف ايار الماضي انها ستبدأ بتعليق بعض الالتزامات التي ينص عليها الاتفاق النووي، وأبرزها متعلق بسقف إنتاج اليورانيوم المخصّب وبإنتاج الماء الثقيل في منشأة آراك، كشفت إيران اليوم أنها ستزيد انتاجها من اليورانيوم المخصب بأكثر من 3.67%  وذكر المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، “بدء العد العكسي لإنتاج 300 كلغ من اليورانيوم المخصب في غضون 10 أيام”، بحسب وكالة “فارس” الإيرانية. وتابع المتحدث “إنتاجنا من اليورانيوم منخفض التخصيب سيزداد بسرعة بعد 27 حزيران”، مضيفا “دخول إيران المرحلة الثانية لخفض التزاماتها في الاتفاق النووي يعتمد على التزام الدول الأوروبية”.

هذا الاداء التصعيدي، وفق ما تصفه مصادر دبلوماسية مراقبة عبر “المركزية”، يأتي من ضمن سلسلة خطوات ومواقف، اتخذتها “الجمهورية الاسلامية” في الاونة الاخيرة تحاول عبرها الضغط على الولايات المتحدة من جهة، وعلى القوى الدولية الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي، من جهة ثانية، محاوِلة مِن خلالها تخفيف طوق العقوبات الاقتصادية الاميركية القاسية الآخذ في الاشتداد حول عنقها.

فالى الرسائل الحارة التي ترسلها الى الاميركيين وحلفائهم في المنطقة والى معظم عواصم القرار، عبر مضيق هرمز الاستراتيجي واعمال التخريب التي تعرضت لها بواخر تجارية كانت تمر في المياه الاقليمية، وعبر الضربات التي ينفّذها الحوثيون (أحد أذرع ايران العسكرية في المنطقة) ضد الاراضي السعودية، وهي رسائل تريد من خلالها طهران عرض عضلاتها والتلويح بأنها قادرة على ايلام الدول الكبرى اذا اقتضى الامر، الى هذه الرسائل الساخنة، تنشط ايران بـ”السياسة والدبلوماسية” ايضا، اذا جاز القول، من خلال إفراغ الاتفاق النووي من مضمونه والتمرّد عليه.

الجمهورية الاسلامية تدرك جيدا، تتابع المصادر، ان الدول الباقية في نطاق التفاهم الدولي، وتحديدا الاوروبية منها، تريده ان يستمر تفاديا لتوترات اضافية في العالم وفي الشرق الاوسط، وهي تاليا، تحاول “ابتزاز” هذه القوى عبر سلوكها المتفلّت هذا، لتأخذ منها في المقابل  “أوكسيجين” اقتصاديا ونفطيا، يساعدها على الصمود في ظل الخناق المفروض عليها.

غير ان المصادر تشير الى ان هذا الاداء قد يرتد سلبا على ايران. فالاوروبيون غير قادرين على الوقوف في وجه قرارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب لأن “غضبته” ستشملهم واقتصاداتهم ايضا! وجلّ ما هم قادرون على فعله هو التوسط بين الجانبين الايراني والاميركي لاعادتهما الى طاولة الحوار، فيما تصعيد ايران يعقّد مهمّتهم ولا يساعدهم في تحقيق هذا الهدف، بل العكس.

فهل تتحمّل ايران وضعَ القوى العالمية كلّها في ظهرها؟ ام ان ما تفعله ليس الا محاولة لتحسين شروطها خلال التفاوض الذي ستذهب اليه “منهكة” اقتصاديا، عاجلا ام آجلا، فتسعى تاليا الى رفع سقف “تهديداتها ” الى الحد الاقصى، قبل “الامتثال” لمقتضيات المفاوضات ؟! هذه هي الحال على الارجح، ولا مؤشرات في الاتجاه المعاكس، تختم المصادر.