Site icon IMLebanon

نصيحتان روسيتان يحملهما الوفد الرئاسي الى لبنان

لا عودة للنازحين السوريين الا من ضمن مسار العملية السياسية للتسوية السورية التي تسير، ولو ببطء، بمواكبة ومباركة دوليتين، وحذار المغامرة بالانخراط في اي عملية عسكرية قد تقع، على غفلة، في الاقليم، فانئوا بانفسكم وحيّدوا ساحتكم عن اي مواجهة. باختصار، هذا مضمون الرسالة الروسية التي يحملها  الى بيروت وفق معلومات “المركزية” المبعوث الرئاسي الروسي لسوريا الكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين اللذان بدءا لقاءاتهما ظهراً من عين التينة، في اطار زيارة تستمر يومين يجولان في خلالها على كبار المسؤولين.

بحسب المعلومات المستقاة من مصادر مطلعة على خلفيات الزيارة الروسية وابعادها، فإن لافرنتييف وفرشينين سيحثان لبنان على المشاركة في مؤتمراستانة في جولته الثالثة عشرة المزمع عقدها الشهر المقبل بصفة مراقب كونه معنيا بالازمة السورية من زاوية النزوح الى اراضيه، على ان يتحول الى شريك حينما تنضج ظروف التسوية بالكامل وتدق ساعة اعادة النازحين واعادة الاعمار. فالمشاركة اللبنانية، بحسب المصادر، هي السبيل الوحيد لبلوغ الهدف، في ضوء الاصرار الدولي على استكمال العملية السياسية تحت مظلة القرار الدولي 1254 بمواكبة اوروبية، اميركية، عربية وتمويل خليجي في جزئه الاساس، وخلاف ذلك لا مجال لأي عودة.

تبعاً لذلك، سيفرغ الوفد الروسي امام المسؤولين اللبنانيين ما في جعبته من نصائح في هذا المجال، ترتكز في قاعدتها الاساس الى طي صفحة المناكفات والخلافات الداخلية حول ملف اعادة النازحين الذي يوتّر الاجواء ويسهم في عرقلة الحياة السياسية وتقدمها في وقت يحتاج لبنان الى الابتعاد عن هذه “الحرتقات” التي تبقى من دون طائل والانصراف الى معالجة ازماته. وسيدعو الوفد الى سحب هذا الملف لمرة اخيرة من التداول السياسي وتوحيد الموقف والاتجاه نحو منبر استانة حيث يجد اللبنانيون الدواء.

وتنظر موسكو، بحسب المصادر، باستخفاف الى كل الاقتراحات التي تخرج من هذا الفريق السياسي او ذاك في شأن اعادة النازحين قبل انجاز العملية السياسية او على الاقل تهيئة ارضيتها بما يتناسب وظروف العودة، من طرح جمع السوريين ونقلهم الى مخيمات في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا الى محاولات التضييق عليهم بشتى الطرق لاجبارهم على العودة. فالسبيل الوحيد لحل الازمة يكمن في سلة الحل السياسي التي يمسك بناصيتها المجتمع الدولي ولا دور للبنان واللبنانيين في هذا الاطار الا عن طريق المشاركة في العملية السياسية التي تشرف عليها روسيا ومن بوابة استانة تحديدا.

وفي الرسالة الروسية ايضا نصيحة ثانية للمسؤولين السياسيين وللفريق المعني بما يدور من صراع على حلبة الملف النووي وما يتفرع منه من تداعيات تبدأ في البر ولا تنتهي في بحر الخليج مرورا بسوريا والمواجهات الايرانية- الاسرائيلية حيث تستهدف تل ابيب ايران واذرعها العسكرية من دون ان تنبس موسكو ببنت شفة. المسؤولان الروسيان سيحذران لبنان من محاولة الانخراط في اي مواجهة عسكرية قد تقع، ولو انها تبقى حتى اللحظة مستبعدة، في اعتقاد موسكو، الا انها لا تسقط من الحسابات امكان استغلال طابور خامس او جهاز مخابراتي التوتر الاقليمي الذي بلغ الذروة، لاشعال فتيل حرب ستأخذ في طريقها الاخضر واليابس اذا ما ما قيد لها ان تقع. من هنا، يركز الوفد الروسي على وجوب ابتعاد لبنان عن اي مغامرة اقليمية او دولية قد تقع في المنطقة، لان شظاياها ستصيبه حكما فيما لو اقحم انفه فيها. والاجدى والحال هذه اعتماد النأي بالنفس وحفظ رأسه عند صراع الدول تجنباً لسقطة لن يتمكن من القيام بعدها، اذا ما خالف هذه النصيحة.