بعيداً من السياسة وبحث الموازنة والاجتماعات الصاخبة، يشهد المجلس النيابي جلسة مميزة الجمعة 21 حزيران، تجمع للمرة الأولى أطفالًا مع النواب، لمدة ساعة من الوقت تحت قبة البرلمان.
ما هو الملف الذي سيحمله الأطفال اللبنانيون الى النواب تزامناً مع عيد الاب؟ وبماذا سيطالبونهم؟
مسؤول السياسات العامة والمناصرة في مؤسسة الرؤية العالمية (World Vision)، سمير شلهوب، يوضح في حديث لموقع IMLebanon، ان “السبب وراء هذه الجلسة اننا قد أطلقنا حملة “شغلتي وعملتي حماية الطفل من العنف”، وهي حملة تمتد على مدى ثلاث سنوات وتُركز على استخدام العنف لغايات تأديبية.
ويضيف شلهوب “حملتنا تهدف الى تعديل او إلغاء المادة 186 من قانون العقوبات، التي تسمح للجوء الى العنف من دون ترك آثارٍ على جسد الطفل لغايات تربوية وتأديبية، وتُهمل العنف المعنوي والنفسي، وبالتالي لنردع الأهالي للجوء الى العنف بأي شكل من الاشكال”.
ويقول: “قمنا ببحث عن هذا الموضوع منذ شهرين تقريباً، وتبين لنا ان الاهل يستخدمون العنف لغايات تربوية أو تأديبية، وهم لا يعتبرونه أنواع العنف، كما لاحظنا من خلال البحث ان الأهالي لا يملكون تعريفاً واضحاً عن العنف، وهم لا يدركون ان الإهمال والاستغلال ومنع الأطفال من مغادرة المنزل والعنف الجنسي واللفظي، هم من أنواع العنف أيضاً”.
“الجلسة في البرلمان ستجمع النواب من مختلف الأحزاب مع أطفال نعمل معهم في World Vision، وهم من مختلف المناطق، وأعمارهم تتراوح بين الـ12 والـ18 عاماً، سيسألون النواب عن حقوقهم والجهود المبذولة من الناحية القانونية لحمايتهم، وسيكون اللقاء برعاية رئيسة لجنة المرأة والطفل النائبة عناية عز الدين”، يقول شلهوب، موضحاً “اننا اخترنا ان تكون هذه الجلسة يوم عيد الاب، لان أغلبية البرلمان مؤلف من الرجال الآباء، لذلك فالقضية يجب ان تعنيهم أكثر”.
ويؤكد “أننا سنبقى على تواصل مع كل نائب سيكون حاضراً الجمعة”، لافتاً الى “اننا نعمل مع شركات وجمعيات محلية، وحملتنا تهدف لتعزيز الشراكة قدر المستطاع بهدف لمس التأثير الإيجابي لدى الاطفال، لكن جهودنا وحدها لن تكون كافية، وهي بحاجة لدعم مختلف المعنيين بالموضوع، بمن فيهم النواب والوزراء والأهالي والمنظمات وغيرهم”.
ويختم شلهوب حديثه قائلاً: “في العام 2017، صدر قانون يُجرم العنف ضد الحيوان وهو قانون إيجابي جداً، عقوبة مخالفته السجن او دفع غرامة تصل لقيمة 50 مليون ليرة، فاذا الحيوان أصبح لديه قانون يحميه من العنف، فمن حق أطفالنا ان يكون لديهم قانون يردع كل راشد من اللجوء الى العنف بأي شكل من أشكاله”.
ستيفاني جعجع