فيما توقعت مصادر وزارية ان ينسحب إنعاش التسوية السياسية بين تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، على وضع الحكومة، قال مرجع سياسي لـ”الجمهورية” انّ وضع الحكومة لا تحسد عليه جرّاء التباينات الحادة بين مكوناتها، واذا كان لقاء الخمس ساعات بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل قد أوحى بأنّ الجسور عادت وفتحت بين الجانبين وتحت مظلة التسوية السياسية المشتركة بينهما، ففي تجربتنا اللبنانية لا يمكن القول انّ الامور ثابتة بشكل نهائي، فالتسوية منذ انعقادها بَدت انها صلبة لا تمس، لكنها سرعان ما تعرضت للتشظي، والآن بعد لقاء الحريري – باسيل يمكن القول انّ التسوية دخلت في هدنة، ولا نعرف كم سيستمر وقف إطلاق النار، ويمكن ان نشهد تبدلاً في هذا الوضع عندما يطرح موضوع التعيينات على بساط البحث الجدي. يعني انّ الاختبار الحقيقي للتسوية هو عندما يطرح ملف التعيينات.
واذ اكدت اوساط رئيس الحكومة لـ”الجمهورية” ان “تفعيل العمل الحكومي في هذه المرحلة هو الهدف الاساس للرئيس الحريري، وصولاً الى معالجة كل الملفات التي تمكّن لبنان من الخروج من أزمته والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعانيه”، اكدت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” انّ المهمة الاساس امام الحكومة، ورئيسها على وجه الخصوص، هي استعادة التضامن بين الوزراء، الذي فقد في الآونة الاخيرة، وهو الشرط الاساس ليس فقط لاستمرار الحكومة واستعادة ثقة اللبنانيين بها، بل لاستعادة ثقة المؤسسات الدولية بها وبتوجهها، علماً انّ بعض المؤسسات الدولية بدأت تثير شكوكاً حول الحكومة وقدرتها على العمل الجدي ومعالجة المشكلات، وخصوصاً التعهدات التي أطلقتها في مؤتمر سيدر، والاصلاحات التي تعهدت بها، والتي لم تدخل اي منها حيّز التطبيق والايفاء بها.