أطلق المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل أنشطته، بإشراف اليونسكو، في احتفال أقيم في قاعة المحاضرات في المركز برعاية وحضور وزير الثقافة الدكتور محمد داوود .
وألقى داوود كلمة قال فيها: “من جبيل، أرض التاريخ والحضارات وحقيقة الأساطير من طائر الفينيق إلى أسطورة الأميرة أوروبا التي تتحدث عن رحلة قدموس إلى اليونان والتقدم الثقافي الذي عرضه على سكان المنطقة، في مقابل الحصول على معلومات بشأن خطف شقيقته. هذه الأسطورة تتناسب مع الواقع التاريخي الذي ذكره المؤرخ اليوناني هيرودوت، حيث أشار: “إن الفينيقيين وصلوا إلى اليونان مع قدموس وروجوا الأبجدية عند الإغريق التي لم يكن هؤلاء، كما أعتقد، على علم بها”.
وأضاف: “لو لم يكن في تاريخ جبيل غير ما شهد له هيرودوت، لكان كافيا أن تكون جبيل، بيبلوس كما يعرفها التاريخ، عروس الثقافة والأونيسكو وعلوم الإنسان في يومنا هذا ومركز علوم الإنسان قدر جبيل، مهد الحضارات عبر التاريخ وستسعى وزارة الثقافة اللبنانية أن تظهر الوجه الثقافي الفريد في هذه المدينة وأن تحافظ عليه”.
وأكد أن “وزارة الثقافة والأونيسكو ومجلس الإدارة ملتزمة بتحقيق أهداف المركز الدولي لعلوم الإنسان وإنجاحه، بالتعاون مع عواصم الثقافة في العالم، وتفعيل ريادة هذا المركز في احتضان الأبحاث والباحثين والطلاب، مشيرا إلى أنه “قد لا نغالي أن كنا سنسعى الى تحقيق حلم المؤسسين: جامعة علوم الإنسان لحوار الحضارات”.
ورأى أن “الهدف من إنشاء هذا المركز هو إحياء حوار دائم بين حضارات ضفتي المتوسط والعالم. وهذا ليس بغريب دائم في جهود المخلصين وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”.
وقال: “منذ ولادة الفكرة في سبعينيات القرن الماضي، كان الطموح من استحداث المركز أن يضطلع لبنان بدور ساحة التفاعل الإنساني وما يمثل منذ تاريخه القديم في الحرف والطباعة وجماعة النهضة، فلبنان المتعدد ضمن الوحدة فكرا وثقافة وانفتاحا على حضارات الشرق والغرب، لعب في الماضي ويؤدي اليوم دور الرافعة الثقافية في مجالات الإبداع كافة”.
وختم: “إننا وبالتعاون الوثيق مع الأونيسكو، نتطلع إلى إنجازات لبست بعبدة وحوارات ثقافية تثري مجتمعنا والعالم القريب والأبعد”، مجددا “دعم وزارة الثقافة ورعايتها”، متمنيا لـ”الجميع التوفيق والنجاح”.