بعد الحملات التي استهدفته من كل حدب وصوب، يعيد رئيس الحكومة سعد الحريري ترتيب علاقاته مع “الحلفاء في الحكومة” والمقصود بهم تحديدا “القوات اللبنانية” والحزب “التقدمي الاشتراكي”.
فقد كشف مصدر مستقبلي أن “هناك محاولة لفتح قناة اتصال مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط للحؤول دون استمرار الأخير بما يقوم به لجهة توجيه السهام إلى رئيس الحكومة، إذ يبدو أنه يغرّد خارج السرب “التحالف الحكومي”.
وقد نقل المصدر عن الحريري إشارته إلى أنه “على الرغم من تصويب جنبلاط في الفترة الأخيرة إلا أنه متمسك بالعلاقة التاريخية بين “المستقبل” و”الاشتراكي”، ويبدي رغبة كبيرة بعدم إحراج جنبلاط في هذه المرحلة”.
إلى ذلك، أجمعت مصادر مستقبلية وقواتية إلى “التأكيد أن اللقاء الذي جمع سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، مساء الثلثاء الماضي جاء بناء على استعجال الطرفين، وأضافت المصادر عبر وكالة “أخبار اليوم”: “المواضيع التي طرحت كانت مهمة جدا ولم يتطرق لها الطرفان منذ فترة طويلة”.
وكشفت المصادر أن “الحريري جدد خلال اللقاء التأكيد على أهمية التكاملية بين الحزبين (القوات والمستقبل) وأن التحالف يجب الا يهتز، كما أنه حين تتراجع هذه العلاقة أو تصيبها الشوائب فإن الأمر يرتد سلبا على الفريقين كما يستطيع الأخصام التمادي أكثر في تصارفاتهم وسلوكهم”.
ووصفت المصادر الجلسة بـ”المثمرة جدا والتي لم يحصل مثلها منذ زمن بعيد، وكأن أمرا ما كان ناقصا في الحلقات السابقة اكتمل في هذه الجلسة حيث تطرقا إلى تفاصيل أكثر من المتوقع بما في ذلك التعيينات وسواها”.
وأضافت: “المهم في اللقاء تأكيد الحريري رفضه لتكرار ما كان يحصل سابقا لاسيما من محاولات العزل والاستفراد التي لن تتكرر فلن يمر شيء ليس موافقا عليه، وبالتالي فإن مسألة تمرير بعض الملفات من أجل تسيير الأمور لن تتكرر لأن ما هو حاصل بات خطيرا جدا، وفي هذا السياق، تكلم الحريري بصريح العبارة أنه لن يسمح بإقصاء “القوات اللبنانية” على مستوى التعيينات”.
كذلك نقلت المصادر عن جعجع وصفه الجلسة بأنها “من أهم الجلسات والمثمرة، حيث منذ فترة طويلة لم يشعر بتقارب الأفكار إلى هذا الحد بين الطرفين “.
وختمت: “الطرفان يشعران بوجود عملية استفراد وتفرد ويعلمان أن التباعد يؤدي إلى تراجع دورهما، فقد حصل تفاهم واضح عشية التعيينات”.