Site icon IMLebanon

هل الثَعلَبَة مؤشّر إلى أمراض أخرى؟

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

مرض الثعلبة (Alopecia Areata) هو مرض جلدي مناعي ذاتي يصيب بصلة الشعر ويؤدي إلى تساقطه. ويتجلّى مرض الثعلبة بتساقط شعر الرأس، أو الشعر في أيّ مكان في الجسم مثل الوجه أو الأعضاء الحميمة أو غيرها. وثمة ثلاثة أنواع من مرض الثعلبة وهي الثعلبة الموضعية، وتسبّب عادةً بقعاً من الصلع في الرأس أو في مكان آخر من الجسم، والثعلبة الكلية، وتسبّب صلعَ كامل الرأس، والثعلبة الشمولية، وتشمل الجسم بأكمله.
0.1 إلى 0.2% من الناس في العالم ضحايا الثعلبة، ويصيب هذا المرض الرجال كما النساء، الأطفال أو الراشدين اليافعين منهم في غالب الأحيان.
وفي حديث لـ«الجمهورية»، فسّرت الدكتورة أليس فياض، أخصائية أمراض جلدية ورئيسة قسم الأمراض الجلدية في مستشفى Bellevue أنَّ «زيادة المناعة تدفع الجهاز المناعي إلى إصابة بصلة الشعر وقتلها، ما يتسبب بسقوط الشعر. وتجدر الإشارة إلى أنّ مظهر الجلد في بقع الصلع عادي، أي لا احمرار ولا قشرة ولا مشكلات جلدية».

العوامل المؤثرة
يلعب عامل الاستعداد الوراثي دوراً في الإصابة بهذا المرض، فبحسب فياض: «إذا كان فرد من العائلة مصاباً بالثعلبة، يرتفع احتمال إصابة الولد بالثعلبة، ولكن لا يحتّمها.

وتجدر الإشارة إلى أن لا علاقة لنوعية البشرة باحتمال الإصابة. وعلينا أن نعلم أنَّ الإجهاد يفاقم الوضع. والمشكلة هي أنَّ الإجهاد يزيد من درجة الثعلبة، والثعلبة تسبّب بالإجهاد أو حتى الكآبة للشخص. أما الكلام على النقزة والأمور المشابهة التي نسمع بها، فلا أساس علمياً لها وما من دليل.

بالإضافة إلى ذلك، لا يؤثر أسلوب الحياة على خطر الإصابة، إن كان من ناحية الرياضة أم التدخين أم غيرها من العادات اليومية».

الثعلبة وأخواتها
لتشخيص مرض الثعلبة، يجري الطبيب الفحص الدليلي، أي يفحص جلدة الرأس أو الأماكن الخالية من الشعر بالعين المجردة أو بالمنظار. وعلى الرغم من أنَّ الثعلبة تصيب فقط بصلة الشعر، غير أنها مشكلة زيادة في المناعة، إذاً بحسب د. أليس فياض، «قد نجد أمراضاً أخرى ترافقها. لذا التأكد من وجود مشكلات في الغدة الدرقية من خلال فحص الدم، أو مشكلات أخرى تتعلق بزيادة المناعة مثل السكري النوع الأول أو أمراض الجهاز العضمي أمر ضروري»، فالسبب واحد: زيادة المناعة.

العلاجات
تطمئِن د. فياض أنه «في الكثير من الحالات، ينمو الشعر مجدداً من دون أيّ علاج. وفي بعض الأحيان، ينصح الطبيب المريض بخوض جلسات إدراة الإجهاد أو باستشارة معالجين نفسيين لتخفيف الإجهاد، وبالتالي تفادي تفاقم الثعلبة». وتضيف: «تتعدد أنواع علاجات الثعلبة. ويتجاوب بعض المرضى بشكل أفضل، فيما لا يتجاوب بعضهم الآخر مع العلاج. وتأتي بعض العلاجات بنتيجة، ولكن عند إيقافها، تعاود الثعلبة المريض.

وتضطلع هنا درجة تقدم المرض في الجسم بدور كبير». في الواقع، يستهدف بعض العلاجات عوراض المرض، فيما تستهدف علاجات أخرى السبب الرئيسي للثعلبة، وهو زيادة المناعة. فوضّحت فياض لـ«الجمهورية»: «يلجأ أحياناً الأطباء إلى العلاج بالضوء photothérapie، نظراً إلى أنَّ أشعة الشمس تخفف من مناعة الجلد.

عند علاج بقعة صلع واحدة، نعتمد عادةً العلاج الموضعي، فنستعمل الكورتيزون للتخفيف من زيادة المناعة في هذه البقعة عن طريق الكريم أو الحقن داخل الجلدة. أما إذا كانت الثعلبة منتشرة، ولا يمكننا معالجة كل البقع أو لا نرى تجاوباً، ننتقل إلى العلاج بالكورتيزون شراباً أو داخل العرق. ولكن لهذه العلاجات عوارض جانبية تردّنا عن استعمالها طوال الوقت. كما نَصِف أدوية لتخفيف المناعة (Immunosupresseur)».

وتشير فياض: «إن ظهرت الثعلبة في عمر مبكر جداً، أو إن أصابت الجزء الخلفي للرأس، أو إن انتشرت كثيراً، يتقلص تجاوب المريض مع العلاجات. والمؤسف أن لا وسيلة للوقاية من هذا المرض».