Site icon IMLebanon

التفاهم على إخراج ايران من سوريا… هل سيشمل تطويق نفوذها اقليميا؟

 تتسارع التطورات دراماتيكيا في المنطقة والعالم. فعلى الساحة الاقليمية، الاشتباك الاميركي – الايراني آخذ في الاشتداد، خصوصاً في اعقاب اسقاط طهران الخميس، طائرة مسيّرة اميركية قالت انها اخترقت أجواءها. كما ان التوتر حاضر ايضا بين ايران وجيرانها الخليجيين، تارة بالمباشر وتارة بالواسطة.

فحوادث الاعتداء على سفن اماراتية وسعودية ويابانية للتجارة في مضيق هرمز وبحر عمان، اتُهمت الجمهورية الاسلامية بها، في وقت يعمد الحوثيون، المدعومون من طهران في اليمن، الى استهداف نقاط في السعودية، في شكل شبه يومي. فبعد ان ضربوا منشآت لأرامكو، استهدفوا أكثر من مرة مطار جازان في المملكة في غضون ايام.

أما في سوريا، فالوضع ليس أفضل حالا، لا سيما على الجبهة الشمالية بين سوريا وتركيا. فمنذ نهاية نيسان الماضي، تشهد محافظة ادلب وجوارها تصعيداً عسكرياً، مع استهداف الطائرات الحربية السورية والروسية لمناطق عدة، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، وأحصى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مذاك مقتل أكثر من 440 مدنياً. كما أعلن منذ ايام قليلة، مقتل 20 مدنياً بينهم 8 أطفال في حصيلة جديدة جراء غارات نفذتها طائرات على مناطق عدة في محافظة إدلب، التي تديرها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وتوجد فيها فصائل أخرى أقل نفوذاً.

كل ذلك، في وقت يُفترض ان تكون هذه المنطقة مشمولة ضمن اتفاق وقف التصعيد الذي أبرم منذ اشهر بين الروس والاتراك، الا ان فشل أنقرة في إخراج “هيئة تحرير الشام” منها، دفع بموسكو الى محاولة إنهاء وضع المجموعة التي تعتبرها “إرهابية”، عبر الحسم العسكري، وهو ما لا يرضي لا الاتراك (الذين يريدون انتزاع منطقة نفوذ لهم في الشمال السوري) ولا الاميركيين والاوروبيين الذين يعارضون تمدد قوات النظام السوري وحلفائه الايرانيين شمالا، في وقت يحذّرون ومعهم الامم المتحدة من كارثة انسانية جديدة في إدلب.

غير ان هذه المستجدات كلّها، من سوريا الى الخليج واليمن وايران، ستكون مدار بحث في أكثر من محطة، تعتبرها مصادر دبلوماسية مراقبة عبر “المركزية”، “مفصلية”، لكونها ستساهم في تكوين صورة عن المشهد الذي سيرتسم فيها في المرحلة المقبلة، وفي تحديد مسارها تصعيدا أو حلحلة.

أبرز هذه المحطات، لقاء مرتقب بين رئيسي أكبر قوتين على الساحة العالمية، الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. فالرجلان، ما لم يطرأ طارئ، يفترض ان يجتمعا على هامش اجتماع مجموعة العشرين في أوساكا في اليابان في 28 و29 الجاري، ولقاؤهما سيكون مناسبة للبحث من كثب، في المستجدات الاقليمية والدولية كلّها.

أما ثاني هذه المحطات، فمرتقب في القدس الغربية، في 24 حزيران الجاري حيث ستجمع الطاولة نفسها، كلا من جون بولتون، رئيس مكتب الأمن القومي الأميركي، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، قبل عقد لقاء ثلاثي يضمهما الى مئير بن شبات، مدير المكتب القومي الإسرائيلي في اليوم التالي.

وبحسب المصادر، فإن هذه اللقاءات ستركزّ في شكل خاص على بحث الملف الايراني. وفي وقت يجمع الاميركيون والروس، على ان امن اسرائيل اولوية، لا بد من أن يتدارسوا جديا في كيفية إخراجها من سوريا، لكن هل سيتوسّع تفاهمهم ليشمل تطويق نفوذها في الشرق الاوسط والخليج، ككل، وبأي طرق، علما ان موسكو ترفض اي لجوء الى الخيار العسكري مع الجمهورية الاسلامية…