تجدّد القصف الجوي على منطقة «خفض التصعيد» شمال سوريا، صباح السبت، بعد غياب اعتيادي للطائرات الحربية التابعة للروس والنظام منذ منتصف ليل الجمعة- السبت؛ حيث نفذت طائرات النظام الحربية 12 غارة على كل من النقير واحسم وكنصفرة في ريف إدلب الجنوبي، كما نفذت طائرات «الضامن» الروسي 8 غارات استهدفت خلالها قريتي الجبين وتل ملح بريف حماة الشمالي الغربي.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عودة طائرات النظام المروحية للمشاركة في عمليات القصف بعد غيابها عن الأجواء نحو 4 أيام، فألقت، صباح السبت، براميل متفجرة على تل النار ومحيط كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، في حين قصفت قوات النظام، برا، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت على مناطق في العنكاوي قليدين والزقوم بسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وكفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي، كما شهدت محاور التماس في تل هواش والحردانة والحويز وتل ملح والجبين ضمن الريف الحموي عمليات قصف متبادلة بين قوات النظام والفصائل والمتشددين.
وقتل 5 مدنيين على الأقل بينهم طفلان، حتى ظهر أمس السبت، إثر غارات جوية لسلاح الجو السوري الذي تدعمه موسكو، في شمال غربي سوريا الذي يتعرض لقصف مكثف. وذكر المرصد أن الغارات الجوية التي نفذها النظام السوري على محافظة إدلب، تسببت أيضاً في إصابة نحو عشرين شخصاً بجروح بعضهم في حالة خطيرة.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن من بين القتلى «طفلين قتلا على أطراف بلدة معرة النعمان، وهما شقيقان يعملان في موقف للسيارات تم استهدافه عمداً». وأضاف أن «القصف الجوي للطيران السوري والروسي لا يزال مستمرا».
وتخضع المنطقة المستهدفة الحدودية مع تركيا لاتفاق روسي – تركي ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه.
وترفض هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها في جزء كبير من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة؛ حيث توجد كذلك فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى أقلّ نفوذاً.
وكثّف النظام السوري وحليفه الروسي منذ أواخر نيسان استهدافهم لمحافظة إدلب والمناطق المتاخمة لها في محافظات حلب وحماة واللاذقية، وهي المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام. وتتّهم دمشق أنقرة الداعمة للفصائل بالتلكؤ في تنفيذ الاتفاق.
وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق في أيلول، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً. وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر أبريل.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن التصعيد في منطقة إدلب، التي يقطنها ثلاثة ملايين شخص، قد يثير واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية منذ بدء النزاع في سوريا في عام 2011.
وبحسب المرصد الذي يتّخذ مقراً له في بريطانيا، فإنّ القصف السوري والروسي على هذه المنطقة، أسفر منذ نهاية أبريل عن مقتل أكثر من 460 مدنياً. كما أسفر القصف عن تضرّر 23 مستشفى ودفع أيضاً 330 ألف شخص للنزوح إلى مناطق أكثر أمناً غالبيتها بالقرب من الحدود التركية، وفقاً للأمم المتحدة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، روسيا وتركيا إلى العمل «دون تأخير على استقرار الوضع» في محافظة إدلب. وأضاف: «لا حل عسكريا للأزمة السورية (..) على الحل أن يكون سياسيا»، منددا بأن يدفع المدنيون مجددا «ثمنا فظيعا» في المعارك الدائرة.
ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى (1883) شخصا ممن قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» في الـ30 من شهر أبريل الفائت، وحتى يوم الجمعة 21 من الشهر، بينهم 497 مدنيا و121 طفلا و100 امرأة قتلتهم طائرات النظام و«الضامن» الروسي، بحسب المرصد، بالإضافة للقصف والاستهدافات البرية، وهم 53 بينهم 16 طفلا و16 مواطنة في القصف الجوي الروسي على ريفي إدلب وحماة، و43 بينهم 9 نساء و5 أطفال قتلوا من البراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية، و(297) بينهم 75 طفلا و56 مواطنة و4 عناصر من فرق الإنقاذ قضوا في استهداف طائرات النظام الحربية. كما قتل 68 شخصا في قصف بري نفذته قوات النظام، و36 مدنيا بينهم 15 طفلا و8 نساء في قصف الفصائل على السقيلبية وقمحانة ومخيم النيرب وأحياء بمدينة حلب وريفها الجنوبي.