كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
بلغ التطوّرُ في مجال التكنولوجيا حدّاً كبيراً في الآونة الأخيرة، ما جعل السيارات ذاتية القيادة واقعاً أكثرَ راحة وأقلّ خطورة عند التنقّل.
بات من المؤكد أنه خلال السنوات المقبلة ستصبح جميع السيارات ذاتية القيادة، وسيمكن لأيّ شخص الانتقال الى أيّ مكان دون عناء القيادة. بالإضافة الى التخفيف من عناء القيادة، تُعتبر السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً من السيارات التي يقودها سائق. فقد كشفت دراسة حديثة أنّ أكثر من 90% من حوادث الطرق ناجمة عن أخطاء بشرية. أما السيارات ذاتية القيادة، فإنها لا تتأثر بالعوامل التي تصيب السائق كالتعب والإنفعال والأمراض، كما أنها تبقى دائماً نشطة وتراقب بيئاتها وتفحص جميع الاتّجاهات.
مستويات عدّة
تنقسم القيادة الذاتية إلى ستة مستويات تراوح من 0 إلى 5. والمستوى 0 يعتمد على التشغيل البشري الكامل، في حين أنّ المستوى 5 هو عبارة عن سيارة ذاتية القيادة بالكامل من دون عجلة قيادة أو دواسات، وقد يستغرق الأمر سنواتٍ قبل توفّر هذه التقنية على نطاق واسع. وفي الوقت الحالي تتمتع بعض السيارات ببعض خاصيات القيادة الذاتية مثل الركن الذاتي، الأمر الذي يجعلها شبه مستقلة عن السائق. أما السيارات ذاتيّة القيادة بشكل كامل، فقد دخلت الى المشهد أيضاً، لكن بوتيرة محدودة وما زالت بحاجة إلى تطوير.
الحوسبة السحابية
تَستخدم السيارات ذاتية القيادة الحوسبة السحابية كوسيلة رئيسية للعمل. وستساهم إتصالات الجيل الخامس في إعطاء دفعة كبيرة في مجال تطوير السيارات ذاتية القيادة وتواصُل هذه السيارات وتخاطبها مع بعضها. وتساهم الحوسبة السحابية في نقل معلومات مهمة للسيارة ذاتية القيادة وبسرعة كبيرة في الوقت الحقيقي، مثل بيانات المرور والحالة الجوّية والخرائط والسيارات المجاورة وظروف الطريق وغيرها. ويساعد ذلك على مراقبة المحيط بشكل أفضل، واتّخاذ قرارات صائبة. لذا، يجب أن تكون السيارات ذاتية القيادة متّصلة بالإنترنت حتى وإن كان بإمكان أجهزة الحاسوب الطرفية حلّ المهام البسيطة دون الإتصال بالشبكة.
وتعتمد هذه السيارات على البرمجيات الذكية لتحديد أفضل مسار للعمل، هي تعمل على تحليل جميع البيانات التي تجمعها السيارة ذاتية القيادة، وهو الجزء الأكثر تعقيداً في عملية تنقّلها، ومن ثم تقوم باتّخاذ القرارات الصائبة للتنقل وتجنّب الحوادث. وهذه البرمجيات تستمدّ معلوماتها من المستشعرات والرادارات والكاميرات والموجات فوق الصوتية والليزر ونظام تحديد المواقع وغيرها من التقنيات، وتعمل على خلق رؤية خاصة بالسيارة وجعل التنقل دون التدخل البشري ممكناً وآمناً.
إختلاف الرأي
تختلف الآراء حول دخول السيارات ذاتية القيادة مجال النقل. فثمة باحثون في مجال القيادة الذاتية، يتوقعون دخولها مجال النقل بشكل كبير في السنوات العشر الآتية، فيما يرى آخرون أنّ الأمر سيستغرق عقوداً. لكنّ القاسم المشترك بين الطرفين هو أنه في النهاية ستدخل هذه السيارات إلى حياتنا، لكن الإختلاف هو على التوقيت فقط.