IMLebanon

تباين بقراءة الحل لازمة سوريا وإجماع على إخراج ايران

عقد في تل أبيب، اللقاء الأمني الثلاثي، الروسي – الاميركي- الاسرائيلي، المنتظر، والذي خُصّص لمناقشة الملف السوري والوجود الإيراني وحماية “أمن إسرائيل”. الاجتماع الذي يتخذ طابعا لافتا نظرا الى التطورات المتسارعة في المنطقة، والى كونه يضع موسكو- شريكة ايران في منصة استانة السورية والداعمة لها في وجه الضغوط الاميركية- في الخندق الاميركي – الاسرائيلي الذي يعتبر امن الكيان العبري فوق كل اعتبار، ناقش بالعمق السبل الكفيلة بإبعاد التهديد الايراني عن اسرائيل، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، وقد ركّز على عرض طرق التعاون لإنهاء الوجود الإيراني على الأراضي السورية.

في السياق، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف عقب اللقاء أنه أكد خلاله “دعم روسيا لوحدة أراضي سوريا وتأكيدها بأن لا حل عسكريا للنزاع هنا”. واضاف “أكد الجانب الروسي من جديد التزامه المستمر بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها. لقد عبرنا عن تأكيدنا بأن الصراع السوري الداخلي ليس له حل عسكري”. وأكد باتروشيف على ضرورة ضمان سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا، مشيرا إلى أن تم الاتفاق على معظم القضايا التي تتعلق بـ”ما نريد أن نراه في سوريا”، وسيتم إجراء حوار بهذا الصدد. وفي وقت سابق، قال باتروشيف، ان “أمن إسرائيل مصلحة روسية ويجب توفيره مع الأخذ في الاعتبار مصالح البلدان الأخرى في المنطقة”.

اما جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي جدد لدى وصوله إلى تل أبيب أمس، التزام الإدارة الأميركية بـ “أمن إسرائيل”، فلفت الى ان المحادثات الثلاثية كانت مثمرة وبناءة. واضاف “روسيا واحدة من الدول النووية العظمى، ونظن أنه ينبغي على روسيا أن تكون قلقة مثلنا من خطر انتشار السلاح النووي”.

من جانبه، اشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، الى “اننا سنعمل على منع إعادة تموضع إيران عسكريًا في سوريا”، مضيفًا “سنرد على أي هجوم إيراني”، بحسب وكالة الأناضول.

بحسب ما تقول المصادر، فإن المقاربتين الاسرائيلية – الاميركية من جهة، والروسية من جهة ثانية، للتطورات في سوريا، متباعدتان. ولكل من الجانبين رؤيته الخاصة لكيفية انهاء النزاع. غير ان الطرفين يلتقيان عند ضرورة ابعاد التأثير الايراني عن الساحة السورية وإخراج القوات الايرانية وتلك الحليفة لها وعلى رأسها “حزب الله”، من سوريا.

وفي وقت يستخدم الاميركيون والاسرائيليون سلاح العقوبات من جهة والغارات الموضعية من جهة ثانية، لإضعاف ايران ودفعها الى الخروج من سوريا، تحبّذ موسكو اساليب الحوار لاقناع طهران، مع انها تغضّ النظر عن ضربات اسرائيل، وهي على الارجح ستستمر في هذا “المسار”.

على اي حال، تقول المصادر ان ما تم الاتفاق عليه بين القوى الثلاث في الاجتماع اليوم، من خطوات لحماية امن اسرائيل، سيكون مدار نقاش اضافي بين الرئيسين الاميركي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين الاقتصادية التي ستعقد في اليابان الجمعة القادم، في لقاء سيتدارس فيه الرجلان ايضا التطورات الاقليمية والدولية لا سيما ايرانيا وسوريا.