كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
أصبحت جودة الصورة اليوم عاملاً أساسياً في اختيار الهواتف الذكية وشرائها، لذلك تعمل الشركات على إضافة المزيد من الكاميرات في الهواتف من أجل عرض عضلاتها وترويجها للمستخدمين المتحمّسين في العادة لهذا النوع من الابتكارات.
تختلف الكاميرات والعدسات في الهواتف الذكية على حسب اختلاف المهمة المصممة من أجلها، فبعض العدسات تكون أفضل في أداء مهمة ما عن عدسات أخرى والعكس بالعكس. فمثلاً العدسة ذات فتحة المستشعر الصغيرة والزاوية العريضة هي الأفضل من أجل التقاط التفاصيل في الصورة القريبة، ولكنها ليست بالتميّز ذاته عندما يكون العنصر في الصورة متحركاً. بينما العدسات الطويلة يمكنها أن تلتقط التفاصيل البعيدة ولكنها تحتاج إلى المزيد من الإضاءة. وللجمع بين كلا الحالتين، قامت الشركات المصنعة بتجهيز الهواتف بعدة كاميرات تعمل بالتزامن مع بعضها لإنتاج صورة نهائية بتفاصيل وألوان عالية الجودة.
ميدان سباق
تطورت كاميرات الهواتف الذكية التي تدمج أجهزة استشعار عالية الجودة، وأصبحت ميدان سباق بين صانعي الهواتف الذكية، التي انتقلت من كاميرا أحادية كما في الهواتف القديمة إلى ثنائية مثل الكثير من الهواتف المنتشرة الآن وثلاثية كما في هواتف سامسونغ غالاكسي «S10»، ووصلت ذروتها في هواتف نوكيا «9 Pureview» المزودة بـ5 كاميرات خلفية تعطي صورة مشابهة للكاميرات الإحترافية «DSLR». وبفضل تطوير معالجات الصورة والبرمجيات الذكية في الهواتف الذكية، يمكن تحقيق الإستفادة من الصور التي التقطتها جميع االكاميرات، والدمج بين نقاط القوة وتفادي نقاط الضعف في كل صورة، وهو ما ينتج عنه في النهاية صورة أسطع وأوضح وأكثر حدة من حيث التفاصيل من تلك الصورة التي يمكن التقاطها من خلال عدسة واحدة.
طريقة العمل
تستخدم الكاميرات االمتعددة في الهواتف الذكية لعدة أغراض، أبرزها لتوسيع زوايا الرؤية أو تكبير الصورة. وتتصل الكاميرات ببرامج لمعالجة الصورة، ما يوفّر لها مدى ديناميكياً عالياً يعطيها تفاصيل أكثر. وفي حالات أخرى أكثر احترافية، يتم استخدام نفس نوع الكاميرات والاستفادة منها جميعها للحصول على صورة نهائية خيالية. وفي هذه الحالة يتم الإستفادة من رفع عدد الكاميرات، لاستخدام كاميرات ملونة بالإضافة إلى كاميرات أحادية اللون باللونين الأبيض والأسود، بحيث تقوم كل كاميرا بالتقاط صورة واحدة للمشهد نفسه عند أخذ الصورة، منها ملوّن ومنها باللونين الأبيض والأسود. ومن خلال الصورة الملتقطة بالكاميرا أحادية اللون يتم تحديد معلومات رقمية عن المناطق المضيئة والمظلمة في الصورة، وهي المعلومات التي يتم الاستفادة بها وإضافتها إلى الصورة الملتقطة من الكاميرا الملونة لإضافة المزيد من الوضوح وحدة التفاصيل إلى تلك المناطق. ويتم بعدها جمع هذه الصور ومعالجتها لتكوين صورة واحدة تتمتع بأفضل الألوان، وبنطاق ديناميكي الفائق.