فرض الملف الإيراني نفسه بقوة على اللقاءات التي شهدتها أوساكا على هامش اجتماع مجموعة العشرين في اليابان. فللمرة الأولى منذ اجتماعهما الأخير في هلسنكي في تموز 2018، عقد لقاء رسمي “وجها لوجه” بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أوساكا على هامش المنتدى الدولي، كانت القضايا الإقليمية والدولية الحاضر الأبرز فيها وعلى رأسها المسألة الإيرانية.
وقال ترامب قبل الاجتماع أن “العلاقة مع بوتين جيدة جدا”، معربا عن “اعتقاده بأن نتائج اللقاء مع بوتين ستكون ممتازة”. وردا على سؤال وجهه إليه صحافيون في البيت الأبيض قبيل توجهه إلى اليابان بشأن فحوى محادثاته المرتقبة مع بوتين، قال ترامب: “سأجري محادثات جيدة جدا معه وما سأقوله له ليس من شأنكم”.
أما الرئيس الروسي فقال: “الاجتماع مع ترامب في اليابان فرصة جيدة لاستكمال الحوار الذي بدأ في قمة هلسنكي”. وأضاف:”مضى وقت طويل لم نلتق خلاله”، مشيرا إلى أن “إدارتي البلدين “عملتا كثيرا” طوال هذه الفترة. وقد وجه بوتين الدعوة لنظيره الأميركي لزيارة روسيا خلال الاحتفال بالذكرى الـ75 للانتصار في الحرب العالمية الثانية في 9 أيار 2020.
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” فإن “الملف الإيراني لا بد أن يكون احتل حيزا واسعا من المشاورات بين الرجلين حيث يأمل ترامب من نظيره الروسي لعب دور مساعد في مسألة تطويق النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، سيما وأن إيران وروسيا شريكتان في منصّة أستانة لحل الأزمة السورية… فهل سينجح في إقناع بوتين بالعمل لتحقيق هذا الهدف الإقليمي أم أن موسكو ستطالبه بتنازلات في أوكرانيا مثلا لتتجاوب مع طلبه إيرانيا؟ الأيام المقبلة ستحمل الجواب في هذا الشأن، سيما وأن أية مواقف لم تصدر عن الزعيمين في أعقاب قمّتهما علما أن الكرملين أعلن أن الرئيسين بحثا التطورات في إدلب ومسألة نزع السلاح والعلاقات مع الصين.
والحال أن الرئيس الأميركي كان ناقش المسألة الإيرانية مطوّلا مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قبيل افتتاح قمة مجموعة العشرين. وفي حين بات معلوما أن اليابان تضطلع بمسعى توفيقي بين واشنطن وطهران، قال ترامب: “إنه ليس على عجلة لحل التوتر مع الجمهورية الإسلامية”، مشيرا إلى أن “لدينا كثيرا من الوقت. لا داعي للعجلة، يمكنهم أخذ وقتهم. لا يوجد أي ضغط إطلاقا”، لكنه رأى أن إذا “حلت الأمور فسيكون ذلك رائعا”. وقال البيت الأبيض في بيان إن “ترامب وآبي جددا التأكيد على التزامهما بالتنسيق بين واشنطن وطوكيو حول التحديات الأمنية المشتركة بما فيها إيران وكوريا الشمالية”.
إلى ذلك، سيشكّل الوضع الإقليمي أيضا مادة نقاش بين ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اللذين يلتقيان صبيحة غد السبت في اليابان، على أن يتناولا طعام الفطور سويا حيث سيعرضان قضايا الشرق الأوسط إضافة إلى أمور مشتركة بين المملكة والولايات المتحدة”.
كما من المرتقب أن يلتقي بوتين وبن سلمان أيضا في أوساكا علما أن الرئيس الروسي يستعد لزيارة المملكة في تشرين الأول المقبل، ومن نافل القول إن كبح التمدد الإيراني يشكّل أولوية الأولويات لدى القيادة السعودية.
وعلى هامش القمة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجددا إلى “المحافظة على الاتفاق النووي المبرم مع إيران”، معتبرا أن “الاتفاق أداة في منتهى الأهمية وعامل استقرار”.