رأى رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي أن “طرابلس مدينة متآمر عليها، وهناك من يصر دوما على إبقاء فتيل الحرب مشتعلا فيها، ومن يحرّض شبابها ويدفعهم نحو المعارك ثم يرفع الغطاء عنهم ويزجهم في السجون ويتركهم هناك من دون محاكمات، وحتى من حكم وأنهى مدة سجنه لم يفرج عنه، وهذا لا يدل إلا إلى صفقات وغايات مشبوهة نحمّل السلطة السياسية والأجهزة الأمنية مسؤوليتها”.
وقال، في كلمة خلال فطور صباحي في منطقة باب الحديد: “حاولنا جاهدين عبر دعوة وزير السياحة والإعلانات المتكررة إعطاء الصورة الحقيقة لهذه المدينة، وفعلا استقبلنا وزير السياحة وعرّفناه على هذه الثروة الأثرية التي تتألف منها طرابلس، فهي عبارة عن متحف مسكون، ولكنه للأسف منسي، وكما قلنا سابقا هناك من يصر على إبقاء طرابلس مدينة منسية ومنهوبة ومحرومة، وطالبنا وزير السياحة بوضع طرابلس على الدليل السياحي والخريطة السياحية للبنان، وسعينا أيضا مع السفير السعودي الذي يشكر على سعيه معنا، إلى رفع الحظر عن الزوار السعوديين إلى لبنان، وطلبنا منه أن يدعو الجالية السعودية لزيارة مدينتنا”.
وأضاف: “قلنا سابقا إن هذه المدينة ليست صندوق بريد كما حاولوا جعلها وليست لوائح شطب ليتذكروها في الانتخابات ويتوافدوا لزيارتها، ولكنهم ظلوا يتعاملون معها ومع أهلها على هذا الأساس. يزرعون الفتن ويحرضون ويكفرون ويخرجون علينا بالشتائم حين نذكّرهم بأنهم هم من أوصلوا طرابلس إلى ما هي عليه اليوم، ولكننا لن نسكت وسنقف بوجههم لأننا لا نخاف على شيء إلا على آخرتنا. هذه المدينة المنسية بدأوا ببناء جسر فيها منذ 12 عاما، وحتى اليوم لم ينته، وطالبت شخصيا رئيس الجمهورية بإرسال مستشاريه للإشراف على العمل بهذا الجسر أسوة بجسور ضبية – جل الديب، ولكن لم يستجب أحد والحال كما هي. حتى أزمة النفايات التي نعيشها وتشكل كارثة بيئية على حياة أهلنا وأبنائنا لم يكترثوا لها، ولا شك أن التوافقية السياسية التي بنوا عليها صفقاتهم هي السبب، ولكن هذه التوافقية بنيت على راحة الناس وأموالهم وحقوقهم، وهذا يعود لشيء قلناه في السابق واليوم نكرره، وهو أن لبنان مقسوم إلى طبقتين، طبقة علوية تسكنها السلطة السياسية وهي التي تخرج علينا دوما بخبرائها الاقتصاديين ووزرائها لتخبرنا أن الوضع الاقتصادي جيد، وطبقة سفلية يسكنها الشعب وهو الذي يعيش الفقر والمعاناة ويعاني الأمرين من هذا الوضع”.
ودعا كرامي الأجهزة الأمنية إلى “الحفاظ على هذه المدينة من دون الرجوع لسياسة أي كان”، كما دعا “كل الناس وحتى الإعلام إلى إعطاء الصورة الجميلة الحقيقية لهذه المدينة، لأن الظلم الذي يلحق بها غير مقبول ولا نتحمله”. وقال: “سنكون صوتكم دائما ضد السلطة الجائرة، وضد أصحاب رؤوس الأموال الذين يحاولون تمرير صفقاتهم تحت عنوان “الديمقراطية التوافقية” على حسابكم، ونحن نعلم أنهم قد يحاصروننا بالسلطة والمال”.
وختم كرامي: “نحن عائلة حوصرت كثيرا وحوربت كثيرا ولكن بقينا وما زلنا معكم، وهنا عليكم ان تعوا أن انتخاب السلطة مجددا هو صك براءة لكل هذه الممارسات المجحفة، وعدم الانتخاب هو سكوت وخنوع، وفي اي انتخابات صوت الناس هو الرابح، لذلك ندعوكم دوما لانتخاب حقوقكم لا سارقيها، وانتخاب مستقبل أبنائكم وصحتهم وراحتهم، ونحن معكم في أي تحرك مطلبي يساعد في استعادة حقوق هذه المدينة”.