كتب عمر حبنجر في صحيفة “الأنباء” الكويتية:
تنتظر بيروت عودة الموفد الأميركي ديفيد ساترفيلد الثلثاء، ومعه الأجوبة الإسرائيلية على وجهة نظر لبنان حيال ترسيم الحدود البرية والبحرية.
ولا يتوقع مسؤولون لبنانيون الكثير مما سيعود به ساترفيلد، في ضوء امتناع لبنان عن المشاركة بمؤتمر المنامة، واستنادا الى تحذيرات ديفيد كوشنر التي تقول صحيفة «الأخبار» ان غريد كوشنر أبلغها بصورة غير مباشرة للرئيس سعد الحريري ان لبنان لن يحصل على الثروة النفطية، حال استمراره في معارضة توطين الفلسطينيين، كما لن يحصل على تقديمات مؤتمر «سيدر».
وضمن الاشتراطات على لبنان ايضا التخلي عن «السرية المصرفية» التي تمثل الميزة الاساسية لمصارف لبنان، وقد تقدم بعض النواب باقتراح قانون معجل مكرر بهذا الشأن، وقد سارعت مصادر الرئيس الحريري الى نفي ان يكون تلقى هذا العرض من الاميركيين او سواهم، وأن ما نشر خبر كاذب جملة وتفصيلا.
ويبدو الميل اللبناني واضحا نحو مقاومة هذه الضغوط، الهادفة في النهاية الى توطين الفلسطينيين في دول الشتات الفلسطيني، ومنها لبنان الذي يحرّم دستوره ذلك، ومثله المعادلة الطائفية، لكن ما تخشاه المصادر اللبنانية المتابعة، لـ«الأنباء»، ان يتم خرق الدستور لناحية التوطين، من باب مراسيم منح الجنسية الجاري إعدادها وتمريرها تباعا، ذلك بشهادة وزيرة الداخلية ريا الحسن، في مقابلة مع الإعلامي مرسيل غانم، الخميس الفائت، عندما قالت ردا على سؤال: مطابخ التجنيس ليست عندي، ثم أضافت مبتسمة: أنا أوقِّع فقط. وبسؤالها عن موقع هذه «المطابخ» تجاهلت السؤال، رغم تميّزها بالصراحة والجرأة غالبا.
وفي غضون ذلك، ركزت الصحف الأميركية والأوروبية على موقف لبنان من «صفقة القرن»، ونقلت صحيفة «الديار» البيروتية عن صحيفة «لوس أنجيليس تايمز» ان لبنان لن يستطيع الخروج من ديوان الـ 100 مليار دولار المتصاعدة والتي ستزيد 3 مليارات كل سنة، ولذلك تتوقع واشنطن من لبنان وبحسب الصحيفة الاميركية، وهو الذي أعلن موقفا رسميا ضد توطين الفلسطينيين، لم يعلن رفضه لصفقة القرن في شأن فلسطين، ذلك ان أكثرية الأحزاب اللبنانية وحتى المسؤولين اللبنانيين، لم يعلنوا رسميا رفضهم للصفقة، انما أعلنوا رفضهم لتوطين الفلسطينيين في لبنان، وهو شق من صفقة القرن، بل الشق الأساسي هو إبقاء إسرائيل في كامل الضفة الغربية وتوسيع غزة، والأهم إلغاء مبدأ إقامة الدولتين.