تشهد محافظة جبل لبنان التي تقطنها غالبية مسيحية ودروز توترا خطيرا منذ عصر الأحد بعد إطلاق نار بين مواطنين ومرافقين لموكب وزير المهجرين صالح الغريب، أدى إلى سقوط ضحايا.
وصرح الوزير الغريب لوكالة الأنباء اللبنانية “كنا في طريقنا في منطقة قبرشمون (من قضاء العاليه في محافظة جبل لبنان) وتفاجأنا بوابل من الرصاص أدى إلى جرح ثلاثة من مرافقينا”. وأعلن في وقت لاحق عن مقتل أحدهم وينتمي إلى الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه طلال أرسلان.
وفيما يقول الغريب إن مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي هم من أطلقوا النيران، ذكرت مصادر الحزب أنه أثناء محاولة بعض الشباب إزالة الإطارات المشتعلة في منطقة الشحار، احتجاجا على زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لمنطقة العاليه اقتحم موكب الوزير الغريب المكان وقام عناصر المرافقة بإطلاق النار.
وكان باسيل قد ألغى زيارته لمنطقة العاليه في جبل لبنان على إثر حادثة قبرشمون، والتي سبقتها عمليات قطع للطريق واحتجاجات رفضا لزيارته. ويرى البعض أن هناك استفزازا متعمدا للحزب التقدمي الاشتراكي وزعيمه وليد جنبلاط بدأ مع زيارة باسيل لمنطقة العاليه ليستكمل بإطلاق مرافقي الغريب النار على أنصار الحزب.
ووجه النائب عن “اللقاء الديمقراطي” فيصل الصايغ سؤالا لباسيل في تغريدة على موقعه على “تويتر” “عندما تستهل زيارتك إلى قضاء عاليه بنبش مآسي الماضي وفتح جراحه، وعندما تستوجب هذه الزيارة استنفار المئات من العسكريين لحمايتك من مستقبليك، مع ما يسببه ذلك من إزعاج للمواطنين الآمنين، وما يعنيه من هدر للمال العام، ومع ذلك كله تعجز عن زيارة وزيرك الحليف في قريته، لأنك تستفز الناس كيفما تكلمت وحيثما تحركت. اسأل نفسك يا جبران: إلى أين تأخذ البلد؟ رحم الله البطريرك صفير”.
وكان الراحل البطريرك بطرس صفير قد قاد في العام 2001 جهود مصالحة بين المسيحيين والدروز ما أنهى صفحة قاتمة بين الطرفين في جبل لبنان، بيد أن هذه المصالحة لا تلقى قبولا لدى التيار الوطني الحر التي يتعمد رئيسه جبران باسيل في كل مرة التصويب عليها.
وعقب الحادثة سارع رئيس الوزراء سعد الحريري لإجراء اتصالات مع الحزبين التقدمي الاشتراكي والديمقراطي والتيار الوطني الحر والوزير صالح الغريب ومدير المخابرات في الجيش واللواء عثمان لتهدئة الوضع في الجبل.
وتثير حادثة قبرشمون مخاوف من انفجار الوضع في جبل لبنان الذي يشهد منذ أشهر توترا متزايدا بين الاشتراكي من جهة وحزبي الديمقراطي والتوحيد العربي من جهة ثانية، تغذيها محاولات التيار الوطني الحر إقصاء الزعيم وليد جنبلاط وتحجيمه سياسيا وطائفيا.
وغرّد وزير العدل السابق أشرف ريفي على حسابه على “تويتر” قائلا “حديثو النعمة في السياسة لم يفهموا أن الاستفزاز والتحدي والإستقواء بالسلاح غير الشرعي مردودها مدمِّر. ومن لا يفهم نسيج لبنان وتاريخه يورّط البلد بمشاعر الفتنة حتى الانفجار. ليست المشكلة فقط في تهور الجهلاء بل في صمت العقلاء. حمى الله لبنان”.
واعتبر الوزير السابق يوسف سلامة أن “أداء بعض أهل السلطة الاستفزازي وصمت الآخرين من مسؤولين روحيين وسياسيين، يدفعنا إلى المطالبة بالإسراع في إلغاء المذهبية والتأسيس للدولة المدنية”.