IMLebanon

علوش: البلد يعيش ظروف الحرب الأهلية

بعد مرور ايام على أحداث قبرشمون، انبرت الاطراف المعنية السياسية منها والامنية والقضائية الى لململة ذيول الحادث من خلال فتح تحقيقات وإحالة مرتكبي الجريمة الى القضاء وتهدئة الأجواء وتنفيس الاحتقان، “لأن هذا ما ينفع الآن”، على حدّ قول رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مؤكداً “أن الخطاب السياسي “ما بيطعمي خبز” واللي بيطعمي خبز هي خطة الكهرباء و”سيدر” وعودة الاساتذة الى الجامعات وغيرها من الامور”. لذلك قرّر الحريري تهدئة الأجواء، وفتح صفحة جديدة، استهلها أمس بلقاء جمعه ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وستتوّج بعشاء الليلة يجمع الرجلين في دارة رئيس مجلس النواب وعرّاب المصالحة نبيه بري.

هذا من جهة “الاشتراكي”، فهل ترمم على خلفية عقد وزراء” لبنان القوي” اجتماعا في الخارجية العلاقة مع “التيار الوطني الحر” أيضاً، خصوصاً بعد التوتر السياسي في مجلس الوزراء امس، ما دفع بالحريري الى عقد أقصر جلسة حكومية، واعلان تأجيلها الى وقت لاحق، فهل يمكن للبنان أن يتحمّل رسالة سياسية كهذه، وهو ما زال يلملم الرسائل الدموية؟

عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش قال لـ”المركزية”: “كلنا مفلسون في السياسة والمال، لهذا نتلهى بهذه الامور في الوقت الضائع”، مشدداً على “أن باسيل وجّه رسالة شعبوية جديدة، ليقول بأنه أولاً متضامن مع حلفائه أو أقله “جماعته” في مجلس الوزراء، وثانياً أن باستطاعته تعطيل مجلس الوزراء اذا أراد ذلك وساعة يشاء، من هنا إصراره الحصول على 11 وزيراً. ولا شيء أكثر من ذلك، لأن الجميع بحاجة الى بعضهم البعض، بدءاً من رئيس الجمهورية مروراً بباسيل والحريري وجنبلاط وصولاً الى بري و”حزب الله”، مشددا على “ان باسيل عندما يُعطل الحكم، فهو لا يعطله على سعد الحريري فقط انما على نفسه وعلى حلفائه ايضاً”.

وتمنى علوش على باسيل إلغاء زيارته المقررة إلى طرابلس “والتي على الارجح ألغاها، لأن البلد ما زال يعيش ظروف الحرب الأهلية ولا ينقصه إلا من يشعلها”، مضيفاً: “الظاهر ان من يشعلها موجود، ولا يُقصّر أبدا”.

واعتبر علوش أن ما يؤدي الى توتّر العلاقة بين الافرقاء عند كل استحقاق، هو “أننا نعيش في بلد ائتلافي، يعاني من غياب الحكم الثابت والدولة الثابتة” لافتاً إلى أن الامور ستبقى على حالها ما دامت “تحكمنا التوازنات والائتلافات”.

ورأى “أن ما أدى إلى تطويق حادثة قبرشمون هو ان الدم درزي سقط بأيدي دروز، ولو كان الامر من طوائف مختلفة، لما كان بإمكاننا لملمتها”، مضيفاً: “لا اعرف اذا كانت هذه النقطة ايجابية لكن الواقع المذهبي والعشائري في البلد هو الذي جعل الامور تعالج بهذه الطريقة، عدا عن ذلك، البلد في حالة كارثية”.

ولوضع حدّ لهذه التشنجات ولهذا الخطاب الاستفزازي، أكد علوش “أن على رئيس الجمهورية أن يلعب دوره بشكل حاسم وان يعرف المصلحة، وأولها ان يضع حداً لوزير الخارجية”.