كتبت كارول سلوم في “اللواء”:
تكاد لا تمر ساعة أو أقل إلا ويتابع فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاصيل التحقيقات في حادثة الجبل، يلتقي المعنيين بعيداً عن الأضواء يجري الاتصالات و«يغربل» المعلومات ويرصد ردود الفعل في الوقت الذي يعمل فيه بهدوء. قد يسأله البعض مباشرة أو بشكل غير مباشر عن تحركه المستقبلي إزاء الوضع السياسي المتشنج، غير ان المعلومات المتوافرة تشير إلى ان الأولوية اليوم هي «لإطفاء الارض» بعد تلك الحادثة، اما أي حديث عن حوار في قصر بعبدا أو لقاءات ثنائية وغيرها تحت عنوان «المعالجة» ليس مطروحاً. وهنا تؤكد مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان التهدئة هي المفتاح الأساسي على ان تطرح كل المواضيع والملفات ذات الصلة في وقت لاحق.
وتقول هذه المصادر ان الرئيس عون كان واضحاً في كلامه امام زواره أمس وامام المجلس الأعلى للدفاع يوم الاثنين الماضي بشأن حرية الآخر والاختلاف في الرأي وحرية المعتقد والتي تعد من ركائز الجمهورية، لافتة الى انه سجل نوعاً من الاستياء على قرار اقفال مناطق لبنانية بوجه وزراء ونواب، مع العلم انها لكل النّاس وهو لم يقد بذلك زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى قرى عاليه فحسب.
وتضيف: «يرمون على الوزير باسيل بالكلام ويقولون ان ما نطق به كان استفزازياً، مع العلم انه عشية زيارته رموا قنبلة صوتية امام احدى الكنائس وتم إطلاق قذيفة آر.بي.جي على وادٍ اختاره شباب «التيار الوطني الحر» للتخييم.
وبسؤال المصادر السياسية المطلعة عمّا إذا كان النائب السابق وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي يتخوفان من تهميش أو تحجيم يلحق بهما، فتجيب: «اعطونا مؤشراً لذلك، فهم نالوا حصة نيابية في الانتخابات النيابية الأخيرة وكذلك حصة وزارية في الحكومة قوامها وزيران، في حين انه اتفق على اسم الوزير الثالث، اما رئيس هيئة الأركان في الجيش اللبناني أمين العرم تعين من حصة الاشتراكي وكذلك الأمر بالنسبة إلى تعيين العضو الدرزي في المجلس الدستوري رياض أبو غيدا وهو المحسوب على «الاشتراكي».
وتسأل: «اين التحجيم لكن ربما هم متخوفون من تغيير أرض الواقع»، نافية وجود أي نية بإقصاء جنبلاط، ومؤكدة في الوقت نفسه ان الاحادية لا تمشي هي أيضاً.
وتكرر المصادر نفسها التأكيد ان المسألة ليست مسألة زيارة الوزير باسيل إلى مناطق الجبل، إنما زيارات لوزراء وشخصيات قوبلت بالاستنكار فقط تحت حجة «هذه مناطقنا ولا نريد لأحد ان يمر بها من دون اذن»، مذكرة بحادثتين مماثلتين تعرض لهما الوزيران محمّد جبق وفادي جريصاتي، مشيرة إلى انه حينما زار الوزير جبق مستشفى راشيا الحكومي قامت حملة عليه وقال الوزير وائل أبو فاعور وقتها: «كيف جيت ومش طارق البواب»، وعندها ردّ جبق بالقول: «هل ان الوزير بحاجة إلى فيزا لزيارة منطقة أو مستشفى في منطقة؟».
وكذلك تتوقف عند زيارة جريصاتي لمحمية البقاع الغربي بدعوة من البلدية ووقتها ايضا قال النائب السابق انطوان سعد من كتلة «اللقاء الديمقراطي» ان وزير البيئة تسلل خلسة إلى راشيا وكان عليه طرق الأبواب ليكون مرحباً به.
وتلفت إلى ان ذلك يعني ان «هذه مناطقهم وحدهم» في حين أن ما من منطقة لبنانية مسجلة باسم أحد ويجب ان تكون مفتوحة للجميع سياسيين ومواطنين، مكررة القول انه يجب عدم وضع ذلك في إطار الخلاف السياسي إنما كان الأمر متعمداً».