Site icon IMLebanon

اعتراض ناقلة نفط الى سوريا: إصرار على إضعاف الأسد!

أعلنت حكومة جبل طارق الخميس، أنها أوقفت قبالة سواحلها، ناقلة نفط عملاقة تنقل نفطا إلى سوريا على الرغم من العقوبات. وقال رئيس حكومة هذه المنطقة البريطانية، فابيان بيكاردو في بيان “لدينا كل الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد أن “غريس 1″ كانت تنقل شحنتها من النفط الخام إلى مصفاة بانياس التي يملكها كيان يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا”.

وأضاف أن وكالات إنفاذ القانون ومشاة البحرية الملكية البريطانية صعدوا على متن الناقلة العملاقة صباحاً. وتابع “بموافقة مني، سعت هيئة الميناء وسلطات إنفاذ القانون لإشراك مشاة البحرية الملكية في تنفيذ هذه العملية”. هذه الخطوة تأتي بعد ان اعلن النظام السوري الأسبوع الماضي، عن تعرّض عدد من الأنابيب البحرية في مصفاة مدينة بانياس لعملية “تخريب”، علما ان المصفاة الواقعة شمال مدينة بانياس على ساحل سوريا الغربي، تخضع لسيطرة روسيا. ولاحقاً، كشف مصدر في وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة للنظام، أن مصفاة بانياس ستعود للعمل خلال الأيام القليلة المقبلة بعد توقفها لأيام بسبب الاعتداء، مؤكداً وجود ناقلة نفط تحمل مليون برميل من النفط الخام جاهزة للتفريغ في المصفاة، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس…

في قراءة لابعاد الحادثة، تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ”المركزية”، إنها تُثبت حجم الإصرار “الجامع” الدولي، الاميركي – الاوروبي تحديدا، على تطويق النظام السوري وإضعافه. فهو، في نظر الطرفين، فاقد الشرعية وباق في دمشق بفعل استخدامه القوة المفرطة و”البطش” ضد المعارضة من جهة، ودعم حلفائه الايرانيين له، من خلال وجود مقاتلي الحرس الثوري وحزب الله على الارض في سوريا، من جهة ثانية. وامام هذا الواقع، من الضروري، في رأي الاوروبيين والاميركيين، مواصلة الضغوط بالسياسة والدبلوماسية وايضا بالاقتصاد، لمعاقبة الرئيس بشار الاسد على أدائه، ومنعه من مدّ نفسه بالمال والمداخيل التي تساعده في المضي قدما في مسار ضرب خصومه. هذا التضييق الاقتصادي – النفطي يتزامن مع جهود دولية لدفع دمشق، ومن خلفها ايضا موسكو، الى الذهاب نحو حل سياسي للنزاع السوري، ترعاه الامم المتحدة الممثلة اليوم بالموفد الاممي الى سوريا غير بيدرسون، لا أي منصات أخرى (ومنها أستانة التي تديرها روسيا)، ويكون منبثقا من القرارات الأممية المتعلقة بالصراع السوري. وفي السياق، يبدأ بيدرسون، اليوم زيارة إلى موسكو تستمر يومين قبل زيارة مقررة الى دمشق. وفي مؤتمر صحافي عقده نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أمس، قال إن بيدرسون سيزور موسكو يومي 4 و5 الشهر الجاري على أن يلتقي مسؤولين في الإدارة الروسية. وأوضح إن الموفد الأممي سيلتقي الجمعة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأفاد بأن تشكيل اللجنة الدستورية السورية على وشك الانتهاء، باستثناء تفاصيل قليلة، مشدداً على أنه “يتعين على الطرفين إنهاء عدد من التفاصيل حتى تبدأ اللجنة الدستورية السورية عملها”. وقال “نستعد لأن تبدأ (اللجنة) عملها بأسرع ما يمكن. ومن المهم تنسيق التفاصيل الباقية، ونحن قريبون من ذلك”.

وكان بيدرسون أعلن عن زيارة إلى العاصمة السورية دمشق في 10 الشهر الجاري، يلتقي خلالها مسؤولين في النظام السوري لوضع اللمسات الاخيرة على قوائم اللجنة الدستورية.

فهل يتمكّن من تحقيق خرق في هذا الملف؟ وهل يمكن ان تكون قمة الرئيسين الاميركي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين الاخيرة في اوساكا، ردمت الهوة التي تباعد بين قراءتيهما للحل السوري ووضعت خريطة طريق الى التسوية؟