أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى ان “معمل التفكك الحراري من الحلول الجدية لمعالجة مشكلة النفايات، أما الفرز من المصدر فهو ليس حلا عملياً”، لافتاً الى ان “دفتر شروط بلدية بيروت التقنية لا يستوفي الشروط المطلوبة، لكن ذلك لا يعني اننا ضد المعمل ونريد حلولا جدية شرط ان تكون الحلول عملية”.
ودعا جعجع خلال افتتاح مؤتمر”صناعة قوية لجمهورية قوية”، الى “المبادرة فورا لوقف التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، وإقفال المصانع غير المرخصة التي لا تستوفي الشروط، وخفض الكلفة المرتفعة للطاقة، وغيرها من العوامل التي تُرهق الصناعة وتجعل كلفتها مرتفعة بالمقارنة مع دول المحيط، وتشكل عبئا ليس امام التطوير بل حتى الاستمرارية”.
وقال: “إن الإهمال المتمادي للقطاعات الحيوية على اختلافها مرفوض بل إنه أقرب للخطيئة، ولا شك أن جزءا من الأزمة الاقتصادية القائمة مرده إلى عدم إيلاء العناية اللازمة لهذه القطاعات التي تشكل مصدر غنى للبنان، إن في تنويع مصادر الدخل أو بتأمين المزيد من فرص العمل أو بتحسين وضع المالية العامة”، مضيفاً “أدعو للانتقال من مرحلة الكلام للكلام ورصف أبيات الشعر، إلى الخطوات العملية من خلال وضع خريطة طريق واضحة تنقل هذه القطاعات من واقع إلى واقع فلا يكفي مديح الصناعة اللبنانية ودورِها والتنويه بتأثيرها وفوائدها ولا يكفي تكرار المقولات ذاتها في البيانات الوزارية التي تبقى حبرا على ورق”.
وتابع جعجع “هناك نوع من تسليم غير مفهوم، بل مرفوض، بأن لبنان ليس بلدا صناعيا. وفي الواقع إذا استمرَرنا على هذا المنوال فلن يكون لبنان وطنا ولا رسالة ولا دولة ولا نموذجا، الأمر الذي لن نسمح به ولن نتهاون في الحؤول دون بلوغه، ولن نعدم وسيلة للوصول إلى لبنان الذي يجسِّد تطلعات جميع اللبنانيين. والمطلوب وبإلحاح وضع رؤية اقتصادية تزاوج بين التحديات الصناعية التي ينبغي على الدولة مقاربتها بمسؤولية وموضوعية وسرعة، وبين مستقبل الصناعة في لبنان كجزء من وسائل الإنقاذ الاقتصادي”.
وأضاف جعجع “لا يسعنا في هذا المجال إلا ان نستذكر وزير الصناعة الأسبق الشهيد بيار الجميل الذي رفع شعار “بتحب لبنان، حب صناعتو”، فالصناعة اللبنانية هي فخر لكل لبناني، والمطلوب حمايتها ومدّها بكل ما تحتاج بغية منحها القوة على الصمود وتاليا القدرة على المنافسة ومواكبة متطلبات العصر وتحدياته”، لافتاً الى ان “تحسين مستوى النمو الاقتصادي صعب ان لم يكن مستحيلا من دون صناعة لبنانية قادرة وحديثة ومتنوعة، والنماذج ماثلة أمام انظارنا في دول عدة سواء في الشرق الاقصى او في أوروبا، ولا يمكن عبور الصحراء الاقتصادية اذا لم نُعِد الاعتبار إلى القطاعات الاقتصادية الانتاجية”.
وقال جعجع: “لا بد من الإشارة الى أن الصناعة، وعلى الرغم من التطورات التكنولوجية والمكننة المتسارعة، تبقى، بالنسبة للبنان، اكثر ثباتا من الزراعة والسياحة لجهة استثمار رأس المال وتأمين فرص العمل التي لا يستطيع أن يؤمّنها بهذا التنوّع وبهذه الأعداد سوى الصناعة. اجل نحن نؤمن بالصناعة اللبنانية ونراهن على الصناعيين اللبنانيين، فإلى متى سنستمر في معادلة النجاح في الخارج والمعاناة في الداخل؟ لا شيء ينقصنا لا الخبرة ولا رأس المال ولا الكفاءة. ما ينقصنا دولة سوية تحترم الخبرة وتشجع رأس المال وتقدّر الكفاءة وتقدّمها على المحسوبية.
وختم جعجع قائلاً: “ان كلّاً منا صناعي في مجاله، وليت كلّا منا يصنع ما عليه ولا يتعدى على صنعة غيره “خصوصاً في مجال الزعامة”، صار بدا صناعة لبنانية تعيد لبنان الى الخريطة الصناعية العالمية، صار بدا ثقافة صناعية تمكن اللبنانيين من صناعة مستقبلهم على مشارف المئوية الثانية”.