IMLebanon

جنبلاط ارسل اشارة للرئيس عون

ما قبل حادثة قبرشمون يختلف عما بعدها، من حيث أنها كشفت المستور حول هشاشة النظام الداخلي وضعف بنيته واهتزازه أمام أي نسمة قد تهب، الامر الذي يجدر بالافرقاء كافة على الساحة السياسية تلقف إشاراته وقراءة أبعاده، بغية رسم خريطة طريق مستقبلية بعيداً من المحاصصة والطائفية والمناطقية مع مراعاة التوازنات والخصوصيات، إلى جانب التعامل مع الملفات كافة من سياسية واقتصادية وغيرها بشفافية ووضوح لإزالة كل التباس وتبديد هواجس كل الافرقاء وخوفهم من اي عملية تطويق او استبعاد. من هنا، كان اللقاء الثلاثي الذي جمع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط . فما هي الخطوط التي يرسمها “الاشتراكي” للمستقبل؟

مفوض الاعلام في الحزب “التقدمي الاشتراكي” رامي الريس، قال لـ”المركزية”: “كنا حريصين من الاساس على ترميم العلاقة مع تيار “المستقبل” الذي تجمعنا به محطات نضالية تاريخية عميقة، تعاونا فيها في أصعب الظروف والمراحل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري اولاً ولاحقا مع الرئيس سعد الحريري لإخراج البلاد من عهد الوصاية وتحرير لبنان وقيام المحكمة الدولية وسواها من الملفات. نحن نعتبر ان العلاقة التحالفية مع تيار المستقبل هي القاعدة والخلاف هو الاستثناء. على هذه الاسس كان هناك تفاهم مشترك على اهمية استعادة هذه العلاقة لحرارتها على قاعدة حماية التوازنات الداخلية في البلد واتفاق الطائف والتأكيد على هذه الصيغة التعددية والمتنوعة في التركيبة السياسية اللبنانية. ونتمنى ان نستعيد رويدا رويدا هذا التفاهم”، لافتاً إلى “ان لقاء الحريري –جنبلاط سيتابع باتصالات ومشاورات وبالامس زار الوزير وائل ابو فاعور الحريري ايضا في هذا الاطار”.

اما مع “حزب الله”، فأكد الريس” أن الاتصالات توقفت منذ اللقاء الأخير”، مشددا على “أن موقف الوزير محمود قماطي بعد حادثة قبرشمون، الذي قال فيه ان زمن الميليشيات قد ولّى، لا يساعد على تهدئة الاجواء وتنفيس الاحتقان، وبالتالي ايضا حزب الله معني بالاستقرار في الجبل وفي كل لبنان، ونأمل من “حزب الله” قراءة ما جرى بدقة واعلان موقفه على هذا الاساس”.

وهل سيوفد جنبلاط أحداً من قبله الى القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، أجاب: “في الاساس كنا ولا نزال نعوّل على ان الرئيس على مسافة واحدة من الجميع كونه رئيس كل اللبنانيين ولا يمكن ان يكون طرفا في اي صراع، لذلك كانت هناك إشارة من جنبلاط الى الرئيس عون بضرورة التدخل لوضع حد لانزلاق البلاد الى ما لا نريده جميعا”.

وعن العلاقة مع التيار الحر وهل يمكن ان يتدخل الرئيس عون لترميمها، قال: “قد نختلف مع “التيار” في بعض الملفات وقد نتفق في اخرى، لكن هو تيار سياسي وموضوع رئيس الجمهورية مختلف، هو رئيس البلاد”.

هل من لقاء مع التيار: “لا أفق مقفلاً في السياسة، دائما هناك قنوات للحوار، واتصوّر ان وليد جنبلاط كان واضحاً في كلامه عن استعداده للحوار والانفتاح ونحن لا نزال على هذا الموقف، رغم خلافنا مع “التيار الوطني الحر”، أنه تيار يملك حيثية شعبية وسياسية وازنة ولو كنا نختلف معه، ولكن هناك توازنات في البلد لا بد ان تؤخذ في الاعتبار”.

وعن كلام وزير الدفاع الياس بو صعب، قال: “توخياً للدقة، الوزير بو صعب يتخطى صلاحياته ويتخطى الحدود المعطاة له في القانون، لأن القانون لا يخول وزير الدفاع أن يستبق نتائج التحقيقات القضائية، وان يقول خرافات بأن هناك كميناً او غير كمين، انما من المفترض على وزير الدفاع الذي يمثل وزارة سيادية مهمة ان يحترم المؤسسة القضائية وينتظر نتائج التحقيقات فيها”.