كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
لا شكّ في أنّ الحلّ النموذجي للصداع النصفي يتمثل بالمسكّنات كالأسبرين أو الإيبوبروفين. غير أنّ هذا النهج الذي يناسب الجميع لا يأخذ في الاعتبار حقيقة أنّ أوجاع الرأس قد تحدث لأسباب متنوّعة يمكن مُداواتها بأقصى فاعلية عن طريق علاجات طبيعية مختلفة.
من المهمّ أن يُدرك كل شخص أنّ أوجاع الرأس ليست كلها متشابهة، وبالتالي توجد أنواع عدة تحفّزها عوامل مختلفة، وعلى أساسها يمكن معالجتها بعيداً من الأدوية.
وفي ما يلي أبرز أشكال الصداع وسُبل التعامل معها طبيعياً، إستناداً إلى اختصاصي الطب التكاملي، أندرو ويل، من جامعة أريزونا:
صداع التوتر
يُعتبر من أنواع الصداع الأكثر شيوعاً، وينجم عن توتر العضلات في الرأس والرقبة. التدليك، والعلاج بالإبر، والكمادات الساخنة أو الباردة، ومنتجات التدليك التي تحتوي على المنثول أو الكافور، قد تُهدّئ الوجع. كذلك فإنّ التقنيات المحيّدة للتوتر، كاليوغا والتأمل، تساعد بدورها على منع النوبات. في الواقع، يتسبب التوتر في تحفيز كل أنواع الصداع تقريباً، لذلك من المهمّ اللجوء إلى وسيلة تُهدّئ الإجهاد وتناسب الروتين اليومي.
الصداع النصفي
تشمل أعراض الصداع النصفي التقليدية ومضات بصرية أو نقاطاً عمياء تحدث مباشرةً قبل بدئه، وحساسية الضوء، والغثيان، والتقيؤ. الصداع النصفي، الناجم من تمدد الأوعية الدموية سريعاً، قد يكون سببه أيضاً الحساسية الغذائية، والروائح القويّة، والتوتر، والتقلبات الهورمونية، علماً أنه شائع أكثر من مرّتين عند النساء مقارنةً بالرجال. يُنصح بالامتناع عن احتساء الكافيين يومياً، خصوصاً القهوة وإن كانت منزوعة من هذه المادة. ففي النهاية، إنّ حساسية الكافيين سترتفع. ثمّ، وعند الشعور بقدوم الصداع النصفي، يمكن شرب فنجان إلى فنجانين من مصادر الكافيين للتحايُل على تمدد الأوعية الدموية ومنع الصداع النصفي من استكمال مساره. كذلك تبيّن أنّ أخذ 500 ملغ من مكملات الماغنيزيوم مرّتين يومياً قد يساهم بدوره في التصدّي لهذا النوع من آلام الرأس.
الصداع العنقودي
يحدث تحديداً في جهة واحدة من الرأس، ويمكن أن يدوم من 15 دقيقة إلى 3 ساعات، ويتكرّر نحو 8 مرّات خلال 24 ساعات، ثمّ يتوقف لأسابيع أو حتى أشهر إلى حين أن يضرب مرّة أخرى. لمعالجة الصداع العنقودي، يلجأ الأشخاص غالباً إلى العقاقير القوية، أو حتى الجراحة لتعطيل النهايات العصبية. لكن قبل الإستعانة بهذه الوسائل، يُنصح باللجوء إلى العلاج بالإبر، وتناول 500 ملغ من مكملات الماغنيزيوم مرّتين يومياً. كما انّ استنشاق الأوكسيجين من الجهاز، المُتاح عن طريق وصفة طبية، يمكن بدوره أن يعكس الصداع العنقودي.
صداع إجهاد العين
تتضمّن أعراضه ألم العين، أو جفافها، أو الحكّة فيها، أو تدميعها، بالإضافة إلى تشوّش الرؤية أو ازدواجها، ووجع عام في الرأس، أو العنق، أو الظهر. إنّ صداع إجهاد العين شائع خلال هذه الأيام، تقريباً عالمياً بسبب التحديق المطوّل في الشاشات الإلكترونية. والحلّ الواضح يكمن بأخذ استراحات لا تقلّ عن 5 دقائق كل ساعة، وخلالها يجب النظر إلى مسافة متوسطة وبعيدة.