كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:
ما زال مستشفى صيدا الحكومي يئن تحت وطأة الحرمان والاهمال وتراجع تقديم الخدمات الطبية، بسبب غياب الخطة الحكومية لدعمه، والخلافات السياسية حيناً، ما جعل دوره يتراجع نتيجة عدم دفع رواتب الموظفين والمتعاقدين بشكل دوري، وسط مخاوف جدية هذه المرة من أن يتجه إلى الاقفال بعدما استنفدت كل الوعود، فيما تكبر التساؤلات عن السبب الحقيقي لعدم زيارة وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق اليه حتى اليوم، في اطار جولاته على المستشفيات الحكومية في مختلف المناطق اللبنانية واستثناء صيدا.
تقول أوساط صيداوية لـ “نداء الوطن”، ان السبب الحقيقي لعدم زيارة جبق الى المستشفى يعود الى رغبته بانجاح الزيارة وان تكون نتائجها ايجابية على المستوى الاداري والوظيفي، وهذا غير متوافر حالياً، نتيجة اختلاف القوى السياسية في طريقة الحل، فرئيسة كتلة تيار “المستقبل” النائبة بهية الحريري تدعم مجلس الادارة برئاسة الدكتور أحمد الصمدي وخطواته المتأنية في استيعاب الازمة، بينما النائب اسامة سعد يؤيد تحركات الموظفين والعاملين الاحتجاجية، ويعتبر ان تعيين الصمدي لا يستوفي شروط الوظيفة ومخالف للقوانين والأنظمة.
رغم ذلك، تنفس الموظفون والعاملون في المستشفى الصعداء بعدما توصلوا إثر “حادثة المخفر” الى اتفاق خلال شهر رمضان مع مجلس الادارة برعاية وزارة الصحة ووزيرها جبق ووساطة الاتحاد العمالي العام، وقضى بوقف الاضراب المفتوح ومعاودة مزاولة العمل مقابل ثلاثة بنود: دفع رواتب ثلاثة أشهر، سحب الدعوى المقدمة ضد 14 موظفاً نتيجة اضرابهم، وإرسال مستشار قانوني لتصويب عمل مجلس الادارة، لكن رئيس لجنة الموظفين في المستشفى خليل كاعين قال لـ “نداء الوطن”: “للأسف الوزير جبق لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه، وعدنا الى السيرة الاولى من المعاناة، واليوم كل الخيارات مفتوحة امامنا بعدما استنفدنا كل الحلول من دون جدوى”.
وتساءل كاعين عن الاسباب الحقيقية التي حالت دون زيارة الوزير جبق الى صيدا، وتفقد المستشفى الحكومي كما فعل في المناطق اللبنانية الاخرى، وهل هي سياسية أم مستشفى صيدا الحكومي “حرف ناقص” لا يُقرأ في المعادلة اللبنانية؟.
ودق كاعين ناقوس الخطر من خطة لاهمال المستشفيات الحكومية وصولاً الى اقفالها متدحرجة، خصوصاً مستشفى صيدا الحكومي الذي يعاني عجزاً مالياً أدى الى اقفال بعض الاقسام تدريجياً، ومنها القسم النسائي، عناية الاطفال وعناية الخدّج ذلك انها بحاجة الى امكانات مالية كبيرة وهي غير متوفرة، موضحاً ان هناك نحو 300 طبيب وموظف وعامل في المستشفى، يقدمون الخدمات لنحو 450 الف مريض سنوياً، هم من الفقراء والطبقات الشعبية من مدينة صيدا ومنطقتها والجوار والعمق الجنوبي، وهذا المرفق الحيوي يجب ان يحظى بالدعم الكافي.