Site icon IMLebanon

باسيل في طرابلس… الزيارة الأسوأ في مساره

كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:

دخل رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل إلى طرابلس دخول الخائف. وخالفت زيارته التوقعات في التوقيت، لكنها لم تخالف التوقعات من حيث المعارضة الواسعة السياسية والشعبية لها.

فعلى عجل قرر باسيل تقديم موعد زيارته، وبدلاً من أن يزور عكار يوم السبت وطرابلس الأحد، زار طرابلس وعكار معاً يوم السبت.

إلى معرض رشيد كرامي في طرابلس وصل باسيل عند الحادية عشرة قبل الظهر. دخل كالبرق وسط فريق أمني وضمنه ملثّمون. وعقد لقاءً مع مناصرين حزبيين في قاعة داخلية. تأخّر دخوله إلى قاعة المهرجان نحو 40 دقيقة عن الوقت المحدد. المواكبة الأمنية التي رافقت باسيل لم يكن أحد يتخيّلها معطوفة على الأمن الشخصي لوزير الخارجية، واللافت كان حضور وزير الدفاع الياس بوصعب إلى جانبه.

القبضة الأمنية

أكثر من 3000 عنصر أمني انتشروا بين طرابلس وعكار مع الحواجز ونقاط التفتيش، في مشهد لم تألفه المنطقة حتى في زيارات مسؤولين أهم موقعاً من باسيل. بدا وكأن الأخير يدخل المدينة على متن دبابة، وبدت الشوارع والطرق فارغة إلا من آليات الجيش ومدرّعاته وسيارات قوى الأمن الداخلي، والزيارة كأنها “تهريبة” فيما بدت طرابلس أشبه بثكنة عسكرية، خصوصاً معرض رشيد كرامي الدولي ومحيطه. أما مزاج الناس تجاه الزيارة فكان واضحاً من المعارضة الشعبية قبل الزيارة وخلالها وبعدها. فالمدينة كانت خالية إلا من بضعة أشخاص تجمّعوا خارج المعرض للتنديد بالزيارة وفرّقتهم القوى الأمنية. أما على المستوى السياسي ورغم أن لا جهة سياسية أساسية أبدت معارضتها للزيارة إلا اللواء أشرف ريفي، فكان يكفي ألا تقوم أي منها باستقباله وتذرّع كل طرف سياسي بارتباط ما خارج المدينة، حتى يتأكد لباسيل أن لا نيّة لدى أي طرف سياسي طرابلسي أن يدخل في نزاع مع شارعه الغاضب من الزيارة.

قد يقول قائل: “لم يكن باسيل بحاجة إلى هذه الزيارة التي ارتدّت عليه سلباً، خصوصاً أنها لم تقدّم شيئاً سوى أنها أبرزت حجم التيار الحر الحقيقي في طرابلس وأسقطت ورقة التوت عن شعبية مزعومة في مدينة لم تنس لباسيل مواقف لم تكن يوماً في صالحها، سوى أن باسيل أراد أن يقول أن لا أحد يستطيع أن يمنعه من التجوال كيفما شاء وأنه سيّد نفسه وفتى العهد الأغرّ”.

زيارة باسيل إلى الشمال كانت الأسوأ على مدى تاريخه السياسي. هكذا وصفت في ربوع الشمال. وقد لقّن أهل طرابلس باسيل درساً. المقاطعة الشاملة سياسياً وشعبياً كانت سيّدة الموقف والحضور الشعبي الهزيل في قاعة الإحتفال والذي جاء بمعظمه من عكار، أتى ليدحض الإدّعاء بأن لـ”لتيار الوطني الحر” حضوراً واسعاً في المدينة.

وهو بدا متجهّماً طوال الوقت، خصوصاً خلال إلقاء كلمته حيث اعتبر أن “الفتنة ليست في زيارته إلى طرابلس إنما هي في منعه من زيارتها وأنه انتصر مع أهل طرابلس لطرابلس”. كما لم يكن موفّقاً عندما حاول تناول “القوات اللبنانية” في خطابه وهو يعبّر عن امتعاضه من تهرّب الجميع من استقباله عندما قال: “لسنا نحن من اغتال رئيس حكومة من طرابلس”. فحتى هذا الموقف لم يجد من يتقبّل تسويقه في الشارع الطرابلسي ولم يأتِ ضمن خانة “ضربة معلم”.