بعد زوبعة جولة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في الشمال وما واكبها من تشنجات وما ترتب عليها من تصريحات، تحولت الانظار نحو مجلس الوزراء المتمنع عن الانعقاد منذ منتصف الشهر الماضي، هل يجتمع هذا الاسبوع ام يتعذر انعقاده مرة اخرى؟
مبررات الانعقاد كثيرة وملحة، من الحالة الاقتصادية الواقعة تحت المراقبة المصرفية الدولية انطلاقا من الموازنة المتفاقمة العجز، ومصادر تمويلها المثيرة للاضطراب، الى التعيينات الوظائفية الرئيسية التي تعد من مكونات اصلاح الاوضاع الادارية والقضائية استجابة لمقررات مؤتمر «سيدر» وقروضه المالية الواعدة.
لكن رغم ملحاحية انعقاد مجلس الوزراء، فإن المعوقات السياسية، الحقيقية او المصطنعة، مازالت تتحكم في الوضع، فظاهر المعوقات الخلاف على احالة حوادث قبرشمون بين الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط والحزب العربي الديموقراطي برئاسة طلال ارسلان ومن خلفه التيار الحر برئاسة الوزير باسيل الى المجلس العدلي، فريق ارسلان يتمسك بالمجلس العدلي تأكيدا منه على ان الجرم يقع في خانة الاعتداء على امن الدولة وليس فقط على مناصري ارسلان، والاشتراكي الذي يعرف الغاية من هذه الاحالة وهي استهداف جنبلاط بصورة من الصور يربط الاحالة بإحالة قضية الشويفات ايضا والتي ذهب ضحيتها احد مسؤولي الاشتراكي علاء ابورافع على يدي امين السوقي مرافق النائب ارسلان.
وفي الحالين، فهذه المسألة اقرب ما تكون غطاء لخلاف اكبر يجتاح مجلس الوزراء ويؤخر انعقاده حول التعيينات الرئيسية في القضاء والادارة والمصرف المركزي والمؤسسات العسكرية والامنية، أكان على صعيد المحاصصة او النوعية والكفاء المفترضة بالمرشحين للوظيفة العامرة.
من جانبه، قال رئيس القوات د.سمير جعجع في حديث لاذاعة «لبنان الحر»: ان يعطل الوزير باسيل اجتماع الحكومة من اجل ان يحقق بعض المكاسب الحزبية الصغيرة هذا امر غير مقبول، ما لحقنا خلصنا من حادثة الجبل بالامس الوزير باسيل في طرابلس، حيث ردنا 50 سنة الى الوراء بطرحه الامور بقلب اسود، وقال: ليس قليلا ان مدينة مثل طرابلس تستقبل باسيل بمثل ما استقبلته، وردا على سؤال حول ما اذا كان يعوّل على دور للرئيس ميشال عون بتهدئة الامور: صراحة، صراحة ما عندي جواب، اما هو مؤيد له او غير قادر على السيطرة عليه.
د.جعجع اكد على المصالحة في الجبل وعلى التواصل مع وليد جنبلاط الذي اوفد من يشرح له وللبطريرك بشارة الراعي تفاصيل ما حدث في الجبل مع تمسكه بالمصالحة، وعن تعطيل الحكومة قال: هذا غير مقبول.
وسئل د.جعجع عما اذا كان هناك توجه لاحياء 14 آذار او شبه تحالف سياسي جديد، اجاب: بصراحة، لا مؤسسات تحالفية جديدة، انما تفاهمات سياسية، بيننا وبين رئيس الحكومة وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي.