كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
معظم الأشخاص يستخدمون المراحيض العامة مرّات عدة خلال اليوم من دون التوقف عن التفكير في أنواع الجراثيم والبكتيريا الكامنة عليها. وفي حين أنّ البعض يأخذ وضعية القرفصاء بدلاً من الجلوس على كرسي المرحاض، يبرز السؤال الفعلي: كم يبلغ حجم قذارة مقاعد المراحيض، وهل يجب القلق من الاحتكاك بالبكتيريا الضارة والأمراض؟
إستناداً إلى مَسح شمل السلوكيات المتّبعة في الحمّام، فإنّ 64 في المئة من الأميركيين يستخدمون أقدامهم للضغط على الـ»Siphon» عند استعمال المراحيض العامة، و60 في المئة يفتحون مقبض الباب بواسطة ورق التواليت، و39 في المئة يستعينون بمرفقَيهم متى أمكنهم ذلك.
إذاً، ما الذي عليكم معرفته قبل التوجه إلى المراحيض العامة وحتى تلك الموجودة في منازلكم؟ لا بل الأهمّ من ذلك، ما هي الجراثيم التي عليكم الحذر منها تحديداً؟ إليكم ما كشفه أخيراً الطبيب الأميركي العالمي د. أوز:
الإنفلونزا
يُخظئ مَن يعتقد أنه يتم التقاط الإنفلونزا فقط خلال أشهر الشتاء الباردة، إذ إنّ هذا المرض قد يكون كامناً أيضاً في الحمّام. عند الضغط على الـ»Siphon»، يتمّ دفع هذا الفيروس إلى الأعلى والانتشار بين الأسطح إذا تواجد فعلاً، والأخطر من ذلك أنه قد يعيش ليومين كاملين. المطلوب تعقيم الحمّام بانتظام، بما فيه مقعد المرحاض ومقبض الباب والمغسلة، لتفادي الإصابة بهذه العدوى الفيروسية.
البواسير
الجلوس على المرحاض لفترة طويلة من الوقت قد يسبب البواسير المُزعجة جداً، والتي تُعتبر السبب الأكثر شيوعاً لنزيف الشرج. إنّ قضاء دقائق كثيرة في الحمّام يشكّل ضغطاً إضافياً على الأوردة في المستقيم السُفلي، ما يستغرق نحو أسبوع للتخلّص من الأعراض غير المُريحة. من جهة أخرى، يُنصح بعدم اصطحاب الهاتف الذكي معكم إلى الحمّام، بما أنه لن يدفعكم إلى البقاء لوقت أطول هناك فحسب، إنما قد تتراكم أيضاً الجراثيم عليه، وقد بيّنت الدراسات أنه أقذر من مقعد المرحاض بمعدل 10 مرات. المطلوب استخدام منديل مبلّل مضاد للبكتيريا لتنظيف الخلوي بانتظام، وبالتالي خفض احتمال التعرّض للأمور القذرة.
إلتهاب المسالك البولية
في حال الابتعاد تماماً من الاحتكاك المباشر بكُرسي المرحاض، فإنّ القرفصاء قد لا يكون الخيار الأمثل لعضلات الحوض لأنه قد يحفّز التهابات المسالك البولية. عند اتخاذ هذه الوضعية، لا يتمّ تفريغ البول كلّياً لأنّ الجزء السفلي من الجسم لم يكن مسترخياً. وللوقاية من حدوث هذه المشكلة، يُفضّل وضع ورق التواليت على كُرسي المرحاض للتمكن من الجلوس. علماً أنّ هذه الوسيلة ليست الوحيدة لمنع الإصابة بالتهابات المسالك البولية، بحيث أنه لا غِنى عن شرب الكثير من المياه والتبوّل عقب العلاقة الحميمة.
بكتيريا الشيغيلا
هذا النوع من البكتيريا قد ينتشر سريعاً، خصوصاً عند نسيان غسل اليدين بعد استعمال الـ»Siphon». في حال التقاطها، فإنّ هذه البكتيريا العنيدة قد تسبّب داء الشيغيلات الذي هو عبارة عن مجموعة عوامل سامّة تشمل الإسهال، والتشنّج المِعوي، ومشكلات أخرى تُصيب الجهاز الهضمي وقد تدوم لنحو أسبوع. هذا المرض يحدث عندما يلوّث براز الشخص أي سطح في الحمّام، لذلك يجب التأكد من تنظيف هذا المكان غالباً وبدقّة.
فيروس المعدة
وفق «Cleveland Clinic»، فإنّ الفيروسات المِعوية قد تعيش لنحو يومين، على غِرار الإنفلونزا، مُسبِّبة الإسهال. إذا أصيب أحد سكان المنزل بفيروس المعدة، قد يكون من الشائع أكثر التقاطه عن طريق الهواء. المطلوب غسل اليدين بعناية، وتنظيف كُرسي المرحاض، واستخدام مُعقّم اليدين المصنوع من الكحول لحماية إضافية.