Site icon IMLebanon

هل فشلت مهمة بون في إيران؟

موفدا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أجرى مستشاره إيمانويل بون، الثلثاء واليوم، سلسلة اتصالات في ايران، من ضمن مهمّة واضحة كلّفه بها الاليزيه للجم تصعيد الجمهورية الاسلامية وتمرّدها على الاتفاق النووي وشركائها فيه. غير ان ما سمعه الدبلوماسي الفرنسي اليوم من مواقف في طهران، لا يوحي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، بتهدئة قريبة.

بون تحدّث بانفتاح وليونة، فقال “رغم الإجراءات الأميركية، فإنّ قوة ومكانة إيران في المعادلات الإقليمية والدولية شهدت نمواً لافتاً”. ولفت، خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إلى أنّ الرئيس الفرنسي “يسعى لاتخاذ مبادرات مشتركة لوقف الحرب الاقتصادية الأميركية ضد إيران”، مشددا على ان  “باريس ترغب باستمرار الحوار والتعاون مع إيران لإدارة الأزمات في سوريا واليمن والعراق ولبنان”.

في المقابل، طبع تشدّد لهجة شمخاني. فهو انتقد الدور الأوروبي في أزمة الاتفاق النووي، معتبراً أنّ “استقلال أوروبا بات رهينة أميركا”، كما شدد على أنّ دول الاتحاد الأوروبي “يجب أن تقف أمام الأحادية الأميركية للدفاع عن هويتها واستقلالها”. وقال خلال اللقاء “انتهى زمن تنفيذ الإجراءات بشكل أحادي ونحن ماضون في طريق خفض التزاماتنا”، موضحاً أنّ “إيران أثبتت قدرتها على إدارة ومواجهة التوترات والتحديات على كافة الصعد الاقتصادية والسياسية والدفاعية”، مضيفاً “لا يمكن الحديث معنا بلغة القوة”.

لكن، ورغم هذه المواقف المتصلّبة حيال الاوروبيين، يبدو ان الجمهورية الاسلامية لا تريد قطع خيط التواصل مع هؤلاء. فقد رحبت بالمساعي الفرنسية للحفاظ على الاتفاق النوويّ، وأكد المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي لوكالة “ايرنا” أنّ إيران “لم تُغلق باب الدبلوماسية وأن أبواب الحوار مفتوحة”، مشيراً الى أنّ “آليةَ الانستيكس قد تكون من بين المواضيع التي سيبحثها مستشار الشؤون النووية للرئيس الفرنسيّ ايمانويل بون في طهران اليوم”، لافتا الى ان بلاده “لم تتلقَ مقترحاً رسمياً لعودة أميركا إلى مجموعة 5+1 واللجنة المشتركة للاتفاق”.

ايران تشترط اذا تحرّكا أوروبيا عمليا على الارض، ينطلق على ما يبدو من “تفعيل” آلية انسكتس التي وضعها الطرفان لفتح “شريان” حيوي يدخل بعض الاوكسيجين التجاري، الى رئتي طهران المختنقتين، والا واصلت “انقضاضها” على الاتفاق، وقد أمهلت شركاءها 60 يوما لاثبات نيّتهم التعاون معها، والا أخلّت ببند آخر منه. وفي السياق، أعلن دبلوماسيون أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت الدول الأعضاء في اجتماع مغلق اليوم أن إيران تخصب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة، أي بما يفوق مستوى 3.67 في المئة الذي يسمح به الاتفاق النووي مع القوى العالمية. وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة قالت سابقا إن إيران تجاوزت حد النقاء المسموح به عند 3.67 في المئة. وذكرت الوكالة، التي تراقب تنفيذ الاتفاق، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب يبلغ حاليا 213.5 كيلوغرام، أي أنه يفوق الحد المسموح به في الاتفاق وهو 202.8 كيلوغرام ويزيد عن الحد الذي تحققت منه الوكالة في الأول من تموز وكان 205 كيلوغرامات.

فهل يمكن القول ان مهمّة بون فشلت، واننا مقبلون نحو تصعيد ايراني نووي اضافي؟ أم ثمة جانب آخر في المفاوضات الفرنسية – الايرانية لم يخرج الى العلن يعد؟ الايام المقبلة ستظهر الجواب، وقد يساعد موقف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبيّ الذين يجتمعون في 15 الجاري، في بروكسل، من المطالب الايرانية، في تظهير الصورة، تختم المصادر.