ديفيد ساترفيلد ام ديفيد شنكر…من يكمل الملف؟ سؤال تضجّ به مداولات الصالونات السياسية البعيدة من مناكفات يوميات الداخل وسجالات الافرقاء الحزبيين والسياسيين وعقبات اعادة انبعاث حكومة “الى العمل” وارقام الموازنة وتداعيات الحوادث الامنية. منذ تعيين ساترفيلد سفيرا لبلاده في انقرة فرض السؤال نفسه، نظرا لاهمية مهمة ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل التي يضطلع بالدور الابرز فيها كوسيط قوي تمكن من احراز تقدم لا يستهان به على خط تقريب المسافات لاطلاق مفاوضات غير مباشرة يفترض ان تضع حداً للنزاع الحدودي البري والبحري، على رغم بروز عقبات في المرحلة الاخيرة بفعل التخبط الاسرائيلي الداخلي في شكل اساس.
في آخر زيارة الى بيروت، سئل ساترفيلد عما اذا كان سيكمل المهمة فرفض التأكيد او النفي، تاركا الضبابية تغلف الملف، كما ان اي مسؤول لبناني ممن التقاهم لم يحسم هذا الجدل. بيد ان اوساطا دبلوماسية غربية تؤكد لـ”المركزية” ان ساترفيلد وعلى رغم تعيينه سفيرا في تركيا، سيبقى مهتما بملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل الى جانب شنكر الذي خلفه في منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى، خلال الفترة الانتقالية. وتتوقع الاوساط ان يعود ساترفيلد الى لبنان ومعه شنكر في زيارة تعارف واطلاع على مسار المفاوضات والنقطة التي بلغتها، في ضوء الجولات المكوكية التي قام بها ساترفيلد بين بيروت وتل ابيب.
وفيما تتهم اسرائيل لبنان بعرقلة المفاوضات والتراجع عن مواقفه ووضع شروط تعجيزية كترسيم الحدود البرية قبل البحرية وتحديد موقع النقطة B1في منطقة الناقورة لان ذلك يحسم الخلاف حول حدود البلوك 9 في المنطقة وهو موضوع النزاع بين لبنان واسرائيل، تقول اوساط لبنانية مسؤولة ان اسرائيل تتحمل مسؤولية تعثر المفاوضات من خلال تراجعها عن الموافقة على تلازم الترسيم البري والبحري كما ابلغت ساترفيلد سابقاً، ورفضها اي دور للامم المتحدة، متمسكة برعاية اميركية للمفاوضات، وهو ما يرفضه لبنان قطعاً ويصر على الرعاية الاممية لاجتماعات الناقورة، لان خلاف ذلك يعني مفاوضات مباشرة بين لبنان واسرائيل.
وتتوقع الاوساط ان يزور ساترفيلد وشنكر لبنان خلال العطلة الصيفية، ليتسنى للمسؤول الجديد الاطلاع على حيثيات الملف ودقائقه كاملة ورسم الاطار اللازم لاستئناف مهمة الوساطة، تمهيدا للاتفاق على موعد بدء الاجتماعات وتاليا حسم الخلاف الحدودي البحري والبري بعد الانتخابات الاسرائيلية المحددة في 17 ايلول المقبل، علما ان اسرائيل متمسكة بمهلة الستة اشهر لانهاء المفاوضات فيما يرفض لبنان تحديد اي مهلة الامر الذي تعتبره تل ابيب مماطلة ومحاولة لاطالة أمد المفاوضات الى الحد الاقصى وتاليا استخدام سلاح التعطيل كلما وجد نفسه في موقف حرج، بحسب ما تنقل الاوساط الدبلوماسية عن المسؤولين في تل ابيب.
في المقابل، يصر لبنان على موقفه ويرى في تحديد المهلة عملية ضغط تمارسها اسرائيل لتمرير مواقفها ورفض الانصياع لما قد يؤكده الخبراء بشأن الحدود، على رغم انه يستعجل الترسيم وهو على ابواب اطلاق المرحلة الثانية من المناقصة الدولية التي تعتزم شركات اميركية المشاركة فيها تماما كما الروسية والايطالية والفرنسية التي تطلق المسار التنفيذي نهاية العام، على ان تتولى الشركات الاميركية اذا ما رست المناقصة عليها، عملية التنقيب عن النفط في عمق البحر قبالة شاطئ الصفرا – كسروان حيث اكبر مخزون غازي في المنطقة.
وتوضح الاوساط ان شنكر، وبعد التحاق ساترفيلد بمركز عمله في تركيا سيكمل المهمة التي كان يفضل الجانب اللبناني ان تبقى مع ساترفيلد، كون شنكر يهودي الهوى ومعروفا بمواقفه الجانحة والداعمة لاسرائيل في الادارة الاميركية.