لم يكن ينقص الوضع اللبناني المأزوم التي تشهده البلاد حالياً سوى العقوبات الاميركية الجديدة، التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية، على رئيس كتلة “حزب الله” النيابية محمد رعد، النائب أمين شري ومسؤول جهاز الأمن في الحزب وفيق صفا.
مواقف الرؤساء الثلاثة أتت مُنسجمة و”امتصّت” الازمة التي قد تنتج عن هذا القرار، خصوصاً بعدما أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري ان العقوبات لن تؤثر على المجلس النيابي والحكومة. لكن كيف ستؤثر هذه العقوبات على “حزب الله” وخصوصاً انها تطال للمرة الاولى نواباً؟ وهل سيستطيع الحزب خرقها؟
يشرح الأستاذ في القانون الدولي والدستوري المحامي الدكتور انطوان سعد، ان “كل الدول الحليفة لحزب الله ستمنع انتقال الاشخاص الذين تطالهم العقوبات، الى جانب انتقال أشياء تخصهم وانتقال أموالهم، ولان النظام المصرفي اللبناني يعتمد نظام الدولار مصرفياً ومالياً، سيُمنعون من أن يأخذوا مخصصاتهم من الدولة”، معتبرًا في المقابل ان “الدولة بكل مؤسساتها وقواها خاضعة لحزب الله وتعمل بفلكه وتحت تأثيره، وتخاف من ان تواجهه مواجهة مفتوحة بالفِعل”.
ويقول في حديث لـIMLebanon ان “في الولايات المتحدة الاميركية صدر أكثر من 900 حكم لاشخاص من اصول لبنانية وعربية واسلامية، يتعاونون مع حزب لله واحيانا كانوا يقومون باتفاقات مع بعض المسؤولين، اولاد رؤساء الجمهوريات، في اميركا اللاتينية للقيام بأعمال تجارية غير مشروعة، لذك جاءت تسمية حزب الله بالنسبة للولايات المتحدة منذ زمن كمنظمة ارهابية، واليوم صدر أمر جديد بعد كثرة هذه الاحكام التي صدرت بتسميته منظمة اجرامية”.
ويضيف ان “الفرق بين المنظمة الارهابية والمنظمة الاجرامية، هو ان عمليات الارهاب تتمّ بناء لعمليات سياسية او ايديولوجية، في حين ان العمليات الاجرامية هي عمليات تُخالف قوانين العقوبات، القوانين المرعية الاجراء، يعني انهم يتاجرون بالالكترونيات، الجنسيات التأشيرات، ويلتفون على قانون اكتساب الجنسية الاميركية، وقد حاولوا ان يخرقوا بعض المتقاعدين او المتعاملين مع وزارة الدفاع كي يسرقوا بعض التقنيات العسكرية، وكل هذه الانشطة حوكم عليها 900 شخص واليوم هناك 900 آخرين قيد الملاحقة”.
ويؤكد سعد ان “العقوبات الاميركية لها طابع معنوي، كما ان لها طابع تنفيذي ولكنه محدود، وذلك لان نائب حزب الله لا يتجول دائماً في رحلات مكشوفة الى الخارج، ولا ينقل أموالاً، وطبيعة العمل المقاوم الذي يعتمدونه هو العمل في الظل”.
وبحال لم يلتزم حزب الله بالعقوبات الاميركية، يقول سعد: “النظام المصرفي يهبُط بلحظة، فهناك أمثلة كثيرة عن مصارف لبنانية لم تمتثل للعقوبات وسُحبت منها مبالغ مالية طائلة لكنها عادت والتزمت وحسّنت وضعها”.
ويشير سعد الى ان “حزب الله يحاول اليوم ان “يخرق” عبر أشخاص يقومون بأعمال تجارية استثمارية، فهو مثلاً يضع أمواله في المطاعم، حيث يطلب من صاحب مطعم يملك عدداً من الفروع، ان يُضاعفها كي يُدخل الاموال اليها، وذلك بدلاً من وضع أمواله في الشقق السكنية او المستودعات”، مؤكداً ان “حزب الله لن يستطيع خرق الممرات المالية القانونية الادارية، لكنه سيلجأ الى ممرات ملتوية او ممرات موازية”.
ستيفاني جعجع