كتب عماد موسى في صحيفة “نداء الوطن”:
لطالما توسّمت النخب اللبنانية في جونيور، نباهة وحكمة ونزاهة وشجاعة قلّ نظيرها عند مجايليه، صفات ورثها عن الوالد القائد، أمدّ الله بعمره، لاستكمال رواية تاريخ لبنان الشفوي المرتبط بتاريخه وتجربته حصراً ومتابعة إستشراف مستقبل المنطقة والعالم في السنوات الثلاثين المقبلة. جونيور سر أبيه.
جيء بالوالد القائد إلى الحكم وهو لا يريد شيئاً من هذه الفانية ولم يطلب أمراً لنفسه ولا لبنيه ولصهره ولشقيقه لدرجة أنه عارض ترشيح ابنه لكن الشعب أبى، وكان أن جاء جونيور إلى النيابة وأبلى فيها البلاء الحسن. والوالد أبلى بالجمهورية تسعة أعوام هي في الواقع من أجمل سني حياتنا.
على خطى الوالد يمشي جونيور، دعماً لـ”المُكاومة” و”سورية ـ الأسد” وتصدياً لسياسة الولايات المتحدة الأميركية منذ عهد كلينتون وصولا إلى عهد دونالد ترامب.
الجميع يذكر كيف أقفل الوالد الخط بوجه وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت لأنه اشتم من اتصالها أنها تريد النيل من المقاومة. كان ذلك في العام 2000 ولفتها أنها تتصل فجراً وهو يريد أن ينام .
وها هو الإبن ينتفض على القرار الأميركي الأخير بفرض عقوبات على مسؤولين في “حزب الله”، وخصوصاً على نائبين وقال جونيور: “إن القرار لا يخرج عن سياق الرعونة الأميركية التي يمثلها الرئيس دونالد ترامب الذي يتصرف مع حلفائه بطريقة الابتزاز”، واعتبر أن “القرار الأميركي يشكل اعتداءً مباشراً على السيادة والكرامة اللبنانيتين، ما يستوجب تحركاً سريعاً كمثل طرد السفيرة الأميركية”.
قد يكون ترامب أفاد، بشكل أو بآخر، من تجربة الدكتور بشار الأسد بتعاطيه مع النواب والقادة اللبنانيين، ففي العام 2016 صادر منزل رفيق الحريري في دمشق وقبل ذلك صادر منزل جنبلاط، كما أن هناك مذكرات جلب “جبراً” بحق وليد كمال جنبلاط صادرة عن قاضي التحقيق العسكري الاول في دمشق وهناك مذكرات توقيف سورية بحق الرئيس سعد الحريري والزميل السابق عقاب صقر …فأين الرعونة السورية من رعونة ترامب سيد جونيور؟
ويبقى أن نشير، منعاً لأي لبس، إلى أن جونيور هو إميل إبن إميل ووالد إميل.