كشف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن أن “مسار ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل متعثر لأن الإسرائيليين لا يريدون أن تكون الأمم المتحدة هي الراعي بل يريدون أن تكون واشنطن الراعي، والأميركي سيوظف كل طاقاته لتحقيق المصالح الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أن “لا شيء اسمه ترسيم الحدود البرية لأن الحدود البرية مرسّمة منذ زمن، وبخصوص الجولان فهو شأن سوري وليس إسرائيليًا”.
وقال نصرالله، في مقابلة مع قناة “المنار”، إن “الرئيس نبيه بري يصرّ على تلازم الترسيم البري والبحري من نقطة الناقورة لكونها توضح الحدود البحرية”، مؤكدًا أن “الرئيس بري صاحب قضية وقرار وليس بحاجة لتفويضنا في قضية الحدود”.
وشدد على “أننا إذا حددنا حدودنا البحرية فإن إسرائيل لن تجرؤ على خرقها”، لافتًا إلى أن “هناك شركات نفط مستعدة للعمل في المناطق التي يحددها لبنان ضمن أرضه”. وأكد أن “لبنان ليس ضعيفًا بل هناك بعض اللبنانيين ضعيف ويقيس لبنان على قياسه”.
وفي الذكرى الـ13 لحرب تموز، أشار نصرالله إلى أن “في الـ2006 قدرتنا الهجومية كانت محدودة أما اليوم فلدينا قوة هجومية على مستوى المشاة مسلحة بأسلحة نوعية وأيضًا سلاح المسيرات اليوم كبير وإمكاناته كبيرة”، معتبرًا أن “الحديث الإسرائيلي عن إعادة لبنان إلى العصر الحجري فيه استخفاف للبنان، بل نحن من سنرجع بإسرائيل إلى العصر الحجري”.
ورأى أن “الكيان الصهيوني يمتنع عن استهداف لبنان لأنه خائف من المقاومة”، إلا أنه أكد أنه “إذا فُرضت الحرب على لبنان فنحن مستعدون”.
وعن “صفقة القرن”، عبّر نصرالله عن إيمانه بأن “صفقة القرن” “ستفشل لأن فيها عوامل داخلية تمنعها من الوقوف على قدميها، وأهم عامل هو موضوع القدس، بالإضافة إلى وحدة الموقف الفلسطيني، وصمود إيران الداعم شبه الوحيد بالإمكانات والعسكر، والانتصار في سوريا، وتضحيات اليمن، وصمود الشعب الفلسطيني، وقوة محور المقاومة”.
وفي هذا السياق، قال نصرالله عن التوطين: “الفلسطينيون يرفضون التوطين، ومن جهتنا كلبنانيين إذا كان ثمة إجماع على رفض التوطين فلا أحد يستطيع فرضه علينا”، مشيرًا إلى ما قاله رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع إنه “لو أعطينا أموال العالم كله فلن نقبل بالتوطين”، مستنتجًا أن “ثمة إجماعًا لبنانيًا على رفض التوطين وبالتالي سيستلم العالم أمام إرادتنا”.
وفي الشأن السوري، أعلن نصرالله أن “حزب الله” “موجود في جميع المناطق السورية التي كنا فيها ولكن خففنا الأعداد على نحو كبير”، موضحًا أن “تخفيف الأعداد في سوريا ليس له بالعقوبات الأميركية والتقشف المالي ومستعدون للعودة بأعداد كبيرة إذا اقتضت الحاجة”. وقال إن لحظة الانسحاب الكامل لم تحن بعد.
ولفت إلى “أننا لا نتبلغ من روسيا في سوريا بل ننسق مع القيادة العسكرية السورية، نحن نتعامل مع الروس كأصدقاء لكن روسيا ليست جزءا من محور المقاومة”، كاشفًا “أننا نلتقي دائمًا مع الرئيس السوري لكن لا نذكر ذلك لأسباب أمنية”.
وعما يحكى عن حصول اشتباكات بين إيران وروسيا في سوريا، نفى نصرالله حصول أي اشتباك بين الطرفين، قائلًا إن “ثمة حالة تنسيق كبيرة بين البلدين على المستويين الميداني والسياسي، ولا تطابق رؤية بين روسيا وإيران في سوريا بل هو التقاء كبير”، ومشيرًا إلى أن “خروج إيران من سوريا يرتبط بقرار القيادة السورية”. وتوجّه إلى الإسرائيليين بالقول: “إفعلوا ما شتئم فإيران لن تخرج من سوريا وهذا قرار القيادة السورية”.
وفي ظل التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة، استبعد نصرالله أن تقدم الولايات المتحدة على شن حرب ضد إيران.
واثنى على موقف “القوات اللبنانية” في رفضها التوطين مقابل ملايين العالم كما قال رئيسهم.”
واعلن “ان العالم استسلم امام ارادتنا في حرب تموز وبهذا يمكن ان نرفض اي اغراءات اذا ما توافرت الارادة.
وعن ملف النفط قال نصرالله:” نحن في موقع الدعم والمساندة للدولة، لأنه ملف يتبع الدولة والرؤساء الثلاثة وخاصة الرئيس نبيه بري”، مشيرا الى “تعثر هذا الملف لأن الدولة تريد ان تكون الرعاية للامم المتحدة وتكون فيه الولايات المتحدة عاملا مساعدا، ولكن الاسرائيلي يرفض ان تكون الامم المتحدة راعيا لهذا الملف ويريدون الاميركي، وهنا سيكون الاميركي يعمل لصالح الاسرائيلي”.
واضاف: “ان تعبير ترسيم الحدود البرية خاطىء لأن هذه الحدود مرسومة “من زمان”. ولكن الخداع الاسرائيلي يكمن في نواياه بتبادل اراض على الحدود اللبنانية، وهنا يكمن الخطأ. اما في البحر فلا يوجد ترسيم، متوقفا امام اصرار الرئيس بري في مسألة ترسيم الحدود البحرية.
وتابع: المسؤولية تبقى مسؤولية الدولة اللبنانية، اي الرؤساء الثلاثة والحكومة ومجلس النواب. مؤكدا ان لبنان غير ضعيف وانما هناك من يشعرون بالضعف، داعيا اللبنانيين الى الالتزام بحقوقهم السيادية. وعن عودة النازحين السوريين ومواقف الرئيس الاسد في هذا المجال قال “لنترك ما في سورية لسورية”.
وعن حادثة قبر شمون قال نصرالله: “بدأنا اتصالاتنا منذ لحظة وقوعها بالعمل على التهدئة، مؤكدا ان “حزب الله” من اشد التحرسض على استقرار الوضع في لبنان، ودعا الدولة الى معالجة هذا الملف وعدم التصعيد، مؤكدا الوقوف الى جانب حليفه طلال ارسلان، ومنوها بقرار تأجيل اجتماعات الحكومة، ولكن مع ضرورة عدم تعطيل جلساتها.
وعن العلاقة مع وليد جنبلاط قال: “من المعروف ان هناك خلافا كبيرا منذ 2005 مع جنبلاط وهو الذي بادر الى الخلاف معنا، ومع ذلك عملنا على تنظيم الخلاف معه مع الاحتفاظ بحق الانتقاد لحلفائنا وحلفائه الاقليميين، ولكن من دون توجيه شتائم”.
وكشف عن وقائع تتعلق بمصنع الاسمنت في عين داره، وطلب جنبلاط من “حزب الله” التوسط لاقامة شراكة مع فتوش في هذا المصنع، وتاليا الشراكة في بيع الاسمنت الى سورية، لكن فتوش لم يقبل، مؤكدا ان “حزب الله” خارج كل هذا الموضوع نهائيا لا من حيث الشراكة بالمصنع او غيرها.
وكشف عن مجريات طلب جنبلاط من “حزب الله” تولي حقيبة وزارة الصناعة فبادر “حزب الله” مرحبا، ولكن ما لبث ان سارع الوزير وائل ابو فاعور الى الغاء ترخيص مصنع اسمنت عين دارة، وهذا اعتبرناه امرا مهينا، مما دفعني شخصيا الى مطالبة الاخوة في “حزب الله” بوقف العلاقة مع وليد جنبلاط.
وطالب جنبلاط بتصحيح الخلل في طائفته وان يراجع خياراته السياسية، واصفا موقفه من عدم لبنانية مزارع شبعا بأنه موقف معيب.