تتجه الأرجنتين لتكون أول دولة في أميركا اللاتينية تدرج حزب الله اللبناني ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، وسط اعتقاد بأن دول في المنطقة ستتخذ مثل هكذا خطوة تباعا، في مسعى للضغط على الحزب وتحجيم نفوذه الذي لطالما شكل تحد كبير في هذا الجزء من القارة الأميركية، بالنظر إلى ارتباطه العضوي بالجريمة المنظمة هناك.
وكشفت وسائل إعلام أرجنتينية، الجمعة، أن الرئيس ماوريسيو ماكري يستعد لتوقيع مرسوم رئاسي، يصنف حزب الله في خانة التنظيمات الإرهابية.
وتتزامن الخطوة مع إحياء الأرجنتين لذكرى مرور 25 عاما على تفجير مبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية (آميا) الذي وقع في 18 يوليو 1994، وأسفر عن مقتل 85 شخصاً وإصابة المئات بجروح، في أعنف تفجير حدث بهذا البلد.
وذكرت صحيفة كلارين أن المرسوم “الذي تحتاج مسودته إلى إضافة بعض التفاصيل النهائية قبل توقيعه، يأتي بعد طلبات وتمنيات قوية من الخارج، وعبر نصيحة من الدبلوماسية الأرجنتينية، بإعلان حزب الله منظمة إرهابية”.
ويرجح أن تكون الولايات المتحدة لعبت دورا محوريا في إقناع بيونس آيرس بصوابية اتخاذ هذه الخطوة ضد الحزب الذي يعتبر إحدى أبرز أذرع إيران، وتتجاوز تهديداته منطقة الشرق الأوسط إلى عدة أجزاء من العالم ومنها أميركا اللاتينية التي يملك حضورا مؤثرا في الكثير من بلدانها على غرار فنزويلا.
وكانت الولايات المتحدة والأرجنتين قد عقدتا ورشة عمل بشأن مكافحة أنشطة حزب الله في نصف الكرة الغربي في 11 و12 حزيران بالعاصمة بوينس آيرس. وشارك في الورشة عاملون في مجال إنفاذ القانون ومدعون عامون وممارسون ماليون من عدد من دول أميركا الجنوبية من الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وباراغواي والبيرو، كما حضر أيضا ممثلون عن أجهزة الشرطة الأميركية.
وركزت ورشة العمل على أسلوب عمل حزب الله وبنيته التحتية الإجرامية وأنشطته في الأميركيتين، مع بحث آليات مواجهة الحزب وداعميه.
وجدير بالذكر أن الخزانة الأميركية أدرجت هذا الأسبوع اثنين من نواب حزب الله في البرلمان اللبناني وهم كل من محمد رعد وأمين الشري، إلى جانب مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.
وتعدّ هذه المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على نواب من حزب الله، في خطوة تعكس توجه الإدارة الأميركية إلى تكثيف الضغوط على الحزب سياسيا.
وقال مسؤولون أميركيون إن الأفراد الثلاثة الذين استهدفتهم العقوبات استغلوا مناصبهم “من أجل تسهيل أجندة حزب الله الخبيثة وتنفيذ أوامر إيران”.
وذكر سيجال ماندلكر وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية إن “حزب الله يستخدم عناصره في البرلمان اللبناني للتلاعب بالمؤسسات لدعم المصالح المالية والأمنية للجماعة الإرهابية، ولتعزيز الأنشطة الخبيثة في إيران”.
وقد تمت إضافة الأشخاص الثلاثة إلى قائمة عقوبات تضم 50 فردا وكيانا مرتبطا بحزب الله منذ عام 2017، وذلك وفقا لوزارة الخزانة.
وتصنف الولايات المتحدة حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري تنظيما إرهابيا منذ العام 1997، وانضمت بريطانيا إليها في فبراير الماضي.
وتسعى الإدارة الأميركية جاهدة إلى إقناع باقي الدول الحليفة وعلى رأسها دول في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ هكذا خطوة، مشددة على أنه لا يمكن فصل الجناح العسكري للحزب عن السياسي.
وهاجم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي في بيروت بمارس الماضي، حزب الله وإيران قائلًا “يشكل الحزب عقبة أمام أحلام الشعب اللبناني منذ ثلاثين عاما”.